الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأولى

اتفاق تاريخي بين السعودية وإيران

Time
السبت 11 مارس 2023
View
5
السياسة
* بن فرحان: يجمعنا مصير واحد وقواسم مشتركة ورؤيتنا قائمة على الحلول السياسية والحوار
* عبد اللهيان: سياسة حسن الجوار تتحرَّك بقوة في الاتجاه الصحيح وتوفر قدرات كبيرة للبلدين
* الكويت ترحب: تعزز ركائز الأمن والاستقرار وتصبُّ في مصلحة دول المنطقة والعالم
* واشنطن: السعوديون أبلغونا باتصالاتهم مع الإيرانيين وليس لنا دور في الاتفاقية
* عبدالله بن زايد: خطوة مهمة للمنطقة نحو الاستقرار والازدهار
* إسرائيل: ضربة قاضية لجهود بناء تحالف ضد إيران وفشل ذريع لحكومة نتانياهو


الرياض، طهران، عواصم- وكالات: في اتفاق "تاريخي"، سيُغيِّر وجه المنطقة، ويؤسس لتوازنات جديدة، وينعش الآمال بالخروج من دائرة الجمود وكسر دوامة العنف، وفيما وصفه مراقبون بأنه "صفعة ثلاثية الأبعاد لواشنطن وإسرائيل"، وبعد نحو سبع سنوات من القطيعة الديبلوماسية، أعلنت السعودية وإيران الجمعة التوصل إلى اتفاق في بكين برعاية صينية، لاستئناف العلاقات الديبلوماسية بين الرياض وطهران وإعادة فتح سفارتيْهما وممثليتيْهما خلال مدة أقصاها شهران، وفقًا لبيان ثلاثي نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس".
وفي تعليقه على الاتفاق، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان: إن استئناف العلاقات الديبلوماسية يأتي انطلاقاً من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار، مؤكداً أن دول المنطقة يجمعها مصير واحد وقواسم مشتركة، تجعل من الضرورة أن نتشارك سوياً لبناء نموذج للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن عودة العلاقات إلى طبيعتها ستوفر قدرات كبيرة للبلدين والمنطقة والعالم الإسلامي، قائلا على "تويتر": إن "سياسة الجوار باعتبارها المحور الرئيس للسياسة الخارجية للحكومة الإيرانية تتحرك بقوة في الاتجاه الصحيح.
بدوره، ثمن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، جهود العراق في استضافة خمس جولات من المحادثات بين إيران والسعودية، معتبراً الجهود التي بذلتها بغداد في توفير الأرضية لطهران والرياض للتوصل إلى اتفاق جديد "قيمة للغاية".
وكان بيان ثلاثي صدر في بكين، أول من أمس، في ختام محادثات قادها مستشار الأمن القومي السعودي مساعد العيبان، وأمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، وعضو المكتب السياسي باللجنة المركزية للحزب الشيوعي ورئيس مكتب اللجنة المركزية في الشؤون الخارجية بالحزب وعضو المجلس الحكومي في الصين فانغ يي.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" أنَّ البيان تضمن تأكيد السعودية وإيران على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واتفقتا على أن يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعاً لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما، كما اتفقتا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما الموقعة في 2001 والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب الموقعة عام 1998.
في الكويت، رحبت وزارة الخارجية -في بيان أصدرته أمس- بإعلان السعودية وإيران استئناف العلاقات الديبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثليتيْهما، معربة عن أملها بأن يساهم الإعلان في تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة، وبناء الثقة وتطوير علاقات الصداقة بين كلا الطرفين بما يصب في مصلحة دول المنطقة والعالم.
وبينما قوبل الاتفاق السعودي- الايراني بترحيب خليجي ودولي وعربي وإسلامي واسع، استقبل في واشنطن بشيء من الفتور؛ إذ قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض: إن السعوديين أبلغوا واشنطن باتصالاتهم مع الإيرانيين، لكن لم يكن للولايات المتحدة دور في الاتفاقية، وأضاف: "ليس واضحاً ما إذا كان ذلك سيؤثر على اتفاقيات أبراهام أم لا".
وفي أول رد فعل رسمي إسرائيلي، اعتبر مسؤول إسرائيلي أن الاتفاق بين الطرفين سيؤثر على إمكانية تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب. ووصف زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد الخطوة بأنها "فشل ذريع وخطير للسياسة الخارجية للحكومة الإسرائيلية" التي يتزعمها بنيامين نتانياهو.
في السياق ذاته، وصف رئيس رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، نفتالي بينيت الاعلان بأنه "تطور خطير بالنسبة لإسرائيل وانتصار سياسي بالنسبة لإيران".
واعتبر أن استئناف العلاقات الإيرانية- السعودية يشكل "ضربة قاضية لجهود بناء تحالف إقليمي ضد إيران"، وشدد على أن ذلك "فشل ذريع لحكومة نتانياهو، نجم عن مزيج بين الإهمال السياسي والضعف العام والصراع الداخلي في البلاد".
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمنية في الكنيست الإسرائيلي، يولي إدلشتاين: "إيران والسعودية اتفقتا الآن على تجديد العلاقات بينهما وهذا أمر سيئ للغاية بالنسبة لإسرائيل والعالم الحر بأسره".
خليجياً، قال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان عبر حسابه على تويتر: إن "عودة العلاقات بين السعودية الشقيقة وإيران، خطوة هامة للمنطقة نحو الاستقرار والازدهار".
بدورها، رحبت البحرين بالاتفاق وأعربت عن أملها في أن يشكل خطوة إيجابية على طريق حل الخلافات وإنهاء النزاعات الإقليمية كافة بالحوار والطرق الديبلوماسية. كما رحبت قطر والعراق وسلطنة عمان، بالخطوة، وأعرب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن عن تطلع بلاده إلى أن تساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني: إن "الاتفاق سيُسهم في زيادة الوئام بين البلدان الإسلامية، وسينعكس إيجاباً على أمن المنطقة واستقرارها".
عربياً، أبدت مصر تقديرها لقرار استئناف العلاقات السعودية الإيرانية وتطلعها لأن يكون لذلك مردود إيجابي على سياسات طهران.
وقالت الرئاسة المصرية، في بيان رسمي: إن هذه الخطوة هامة وإنها تثمن التوجه الذي انتهجته السعودية في هذا الصدد، من أجل إزالة مواضع التوتر في العلاقات على المستوى الإقليمي.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي: إن بلاده تُقدّر هذه الخطوة الهامة، وتشدد على تأكيد ارتكازها على مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة من حيث احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وترسيخ مفاهيم حُسن الجوار وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدا تطلع بلاده إلى أن يكون لهذا التطور مردود إيجابي إزاء سياسات إيران الإقليمية والدولية، ويشكل فرصة سانحة لتأكيد توجهها نحو انتهاج سياسة تراعي الشواغل المشروعة لدول المنطقة.
في الاطار نفسه، رأى وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبدالله بوحبيب أن الاتفاق سيترك أثره الإيجابي على مجمل العلاقات الإقليمية في المرحلة المقبلة.
وأشار بوحبيب إلى أن لبنان لطالما دفع في تاريخه وحاضره أثمان الخلافات الإقليمية، وعليه ينعقد الأمل بأن تساهم هذه الخطوة في تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتوطيد التعاون الايجابي البناء الذي سيعود حتما على دول المنطقة وشعوبها والعالم بالمنفعة.
آخر الأخبار