اتهامات أميركية لـ"حزب الله" وبري بفرض مرشحهما لرئاسة لبنان

بيروت ـ من عمر البردان:


في الوقت الذي لازالت الأنظار مصوبة على الجهود العربية والدولية، لإحداث خرق في الجدار الرئاسي المسدود، حملت واشنطن "حزب الله" وحليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري مسؤولية التأخير في اختيار رئيس جديد للبنان، سعيًا منهما لفرض مرشحهما على حساب مرشحين آخرين قادرين على إجراء الخطوات الانقاذية المطلوبة.
وفي رسالة موجهة للرئيس الأميركي جو بايدن، طالب عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي جايمس ريتش، الإدارة الأميركية بضرورة التحرك سريعاً لتحريك الجمود السياسي وإيصال شخصيات نظيفة لتقود الحكم والسلطة. وخلال الرسالة، حثّ السيناتور ريتش الرئيس بايدن على ضرورة دعم الإدارة الاميركية تشكيل حكومة لبنانية ملتزمة بالشفافية وتطبق الاصلاحات المطلوبة وتؤمن حاجات الشعب, كما طلب العمل مع حلفاء الولايات المتحدة وشركائها في المنطقة لدعم عملية ديمقراطية شرعية في لبنان .
وقبل ذلك، وفي بيان حازم حضت واشنطن القيادات الساسية في لبنان على التحرك بشكل عاجل
لانتخاب رئيس لتوحيد البلاد وإقرار الإصلاحات المطلوبة على وجه السرعة لإنقاذ الاقتصاد من أزمته. ودعا المتحدث باسم الخارجية الأميركي ماثيو ميلر قادة لبنان إلى عدم وضع مصالحهم وطموحاتهم الشخصية فوق مصالح بلدهم وشعبهم. في غضون ذلك سجلت الساعات الماضية حراكاً داخلياً بحثاً عن مخارج لسد الهوة القائمة بين المكونات السياسية والنيابية من الانتخابات الرئاسية، كان ابرزها، اللقاء الذي جمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بالسفير القطري ابراهيم السهلاوي، بحثا خلاله الجهود التي تبذلها الدوحة لحل الأزمة الرئاسية.
وفي موازاة ذلك، قال نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، عقب زيارته البطريرك بشارة الراعي، في بكركي، إنه لمست امتعاضاً من البطريرك حول الظرف الذي وصل إليها لبنان فيما يخص الشغور الرئاسي، لافتا إلى ان المسؤولين الذين تعاطوا مع هذا الملف لم يبدوا اهتمامًا لعامل الوقت".
وفي ما اعتبر ردا على رئيس مجلس النواب نبيه بري، أكدت مصادر بكركي أنه ليس صحيحًا أن الأزمة الرئاسية هي مسيحية بامتياز إنما هي وطنية ومسؤولية الجميع وثمة أفرقاء يعرقلون انتخاب رئيس. وأكدت المصادر، أن لا فيتو على أحد، ومنهم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، مشيرة إلى ان الراعي عندما تحدث عن مواصفات الرئيس، قصد بذلك أنه وإن كان حزبياً عليه أن ينسى حزبه عندما يصبح رئيساً ويتصرف كرئيس لجميع اللبنانيّين.
في هذه الاثناء اعتبر "لقاء سيدة الجبل"، أن "دعوة الوزير الإيراني إلى التوافق بين اللبنانيين لانتخاب رئيس للجمهورية دعوة مفخخة باعتبار أن تأكيده على الثلاثية المذكورة، وثم قوله إن التهدئة الإقليمية لا تشمل الجبهة مع إسرائيل يشكلان تدخلا صارخا في الشؤون اللبنانية لصالح حزب الله وفريقه من خلال وضع العناوين العريضة لمشروع مواصلة الاحتلال والهيمنة التي تتبناها إيران وحلفاؤها في لبنان للمرحلة المقبلة، على العكس تماما مما تدعيه طهران بأنها لا تتدخل بالشؤون اللبنانية".
على صعيد آخر، ثمنت وزارة الخارجية والمغتربين، "عالياً دور المملكة العربية السعودية المحوري في تثبيت الهدنة اليمنية، ووقف إطلاق النار، ودعم عملية تبادل الأسرى". وأضافت في بيان, "تدعم وتقدر الوزارة المساعي السعودية المستمرة ومعاونة المملكة للجهود الأممية الهادفة للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام.
قضائياً، بدأ الوفد القضائي الأوروبي برئاسة القاضية الفرنسية أود بوروسي التحقيقات في ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وخصص،أمس، للاستماع الى مدققين في شركات مالية كانت تقوم بتدقيق حسابات مصرف لبنان.
واستهلت الجلسة الأولى بحضور قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل ابو سمرا، مع المدقق وليد مقصور ، على أن تستكمل مع المدقق سمير الغلام. على أن تستمع، اليوم، إلى شقيق الحاكم رجا سلامة الذي كان تخلف مرتين عن جلسة الإستماع الأسبوع الماضي بعذر طبي، على أن تستمع أيضاً إلى كل من رجا أبو عسلي وندى مخلوف، فيما لا يزال موضوع الإستماع إلى وزير المال يوسف خليل غير محسوم على اعتبار أنه لم يتم تبليغه رسميا.