طلال السعيداجتماعات الرئيس المكلف بأعضاء مجلس الامة قبل التشكيل الوزاري ظاهرة ايجابية، بل هذا الذي كان يجب أن يحدث قبل تشكيل حكومة الاربعين يوما الراحلة، والتي لا يزال امر تشكيلها ورحيلها غامضا على الجميع، أو سرا من اسرار الدولة الذي لا تجوز مناقشته، ولا البوح به! المهم أن الرئيس المكلف الذي كان يرفض في السابق توسيع دائرة المشاورات تغيرت قناعته، وأصبح يبحث عن اغلبية لحكومته من داخل المجلس ليضمن التصويت على "عدم التعاون" الذي يعرف هو قبل غيره انه جاهز للتوقيع بعد تشكيل الحكومة مباشرة، فهناك 11عضوا يرفضون التعاون مع شخص الرئيس، وليس حكومته، وعلى الرئيس المكلف الاجتماع بهم ايضا قبل تشكيل الحكومة الجديدة، وإلا فإن الصدام آت لا محالة، وحتى الآن تقول المؤشرات إن نتيجة الصدام لن تكون في مصلحة الحكومة ورئيسها بأي حال من الاحوال، بالاضافة الى نجاح المعارضين باستمالة الشارع الكويتي الى جانبهم، بعد أن تركت الحكومة لهم الساحة السياسية فاضية، ولم يعد يسمع الا صوت الاعضاء فقط، والذين اسقطوا الحكومة بالضربة القاضية قبل ان تمارس مهماتها.
الآن نحن بانتظار تشكيل الحكومة الجديدة، أو حكومة ما بعد المشاورات المكثفة، التي لا تكاد تصلنا اخبارها الا بالقطارة من خلال بعض التسريبات، ولا أتصور أن في ذلك دليل صحة، فتشكيل الحكومة لا يجب أن يحاط بالكتمان، بل يجب أن ترصد ردة فعل الشارع الكويتي عن كل خطوة يخطوها التشكيل، وكل اسم يضاف، أو يلغى منه لتحصين الشارع من فكر المعارضين الذين يبحثون عن كسب سياسي يحققونه، ومن ثم ينفذون أجنداتهم، وأهمها العفو بقانون، وليس بإرادة سامية، فهم يرون أنهم الأهم، وأن الموضوع بيدهم وليس بيد كبار المسؤولين!صراع خفي يدور في الخفاء، والمؤسف حقا، أن أخبار هذا الصراع تصلنا من خلال ما يسربه الاعضاء، وهم لا يسربون إلا ما هو في مصالحهم، في المقابل الحكومة تكتفي بالصمت على أساس أنها تقضي حاجاتها بالكتمان، متناسية أهمية دور الشارع... زين.
[email protected]