الثلاثاء 24 يونيو 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

احتجاج المنسحبين

Time
الأربعاء 30 يناير 2019
View
5
السياسة
طلال السعيد


عرف برلماني عالمي أن ينسحب عضو او اكثر عند مناقشة بند من بنود جلسة او من جلسة او حتى جلسات عدة لاتتفق مع توجههم، كنوع من الاحتجاج يسجل في مضبطة المجلس، ويبقى للتاريخ ،فالانسحاب الذي لا يسقط الجلسة لا قيمة ولا ثقل سياسي له، فقد أعلن خلو المقعدين رغم انسحاب الاعضاء لأن الرئاسة تعي جيدا ماذا يعني عدم الالتزام بحكم المحكمة الدستورية، ما يعني ان انسحاب الاعضاء او عدم انسحابهم لا يغير من الموضوع شيئا، وكل ما جرى يطلق عليه تسجيل موقف ليس إلاّ. فلم يجد الاعضاء المنسحبون ما يقولونه وحتى ان عقدوا مؤتمرا صحافيا حول الموضوع فكل ما سيقولونه سوف يذهب ادراج الرياح مالم يعلنوا استقالاتهم ،ليكون الحل بالحل، فليس سهلا نهائيا استقالة هذا العدد من الاعضاء اذا كانوا بالفعل اصحاب رسالة، أما غير ذلك فهو لا يتعدى كونه عرضا مسرحيا لرفع العتب، مثل الممثل الذي يرى بين الجمهور ممثلا آخر فيوجه له التحية من على خشبة المسرح ولكنه لن يرضى بأي حال من الأحوال ان يمثل مكانه !
خرجوا من قاعة عبدالله السالم مجتمعين، ثم عادوا اليها واحدا تلو الاخر، وهذه كل الحكاية أما الضجة التي أثاروها قبل خروجهم فهي لا تتعدى كونها لفتا للأنظار فقد كانت الرئاسة حاسمة في انهاء الموضوع إنفاذاً لحكم المحكمة الدستورية ومن يلعب سياسة يعرف تماما الحدود المسموح فيها ولا يتجاوزها لأنه يعرف ان ليس وراء ذلك الا حل المجلس، وهذا لن يكون بصالحهم نهائيا، فالشارع الكويتي كله ضدهم وهم يعولون على السنة الاخيرة لترميم العلاقة مع الناخبين استعدادا للانتخابات. اما الانتخابات المبكرة فهي ليست بصالحهم نهائيا، وهم يعلمون ذلك اكثر منا. فلا مؤتمر للمنسحبين ولا انسحاب مؤثر فقد قضي الامر، وليس لديهم ما يقولونه، وعند هذا الحد انتهى الفصل الاخير ثم أسدل الستار على قضية صعبة وخطرة مرت في تاريخ الكويت الحديث، اطلق عليها اسم اقتحام المجلس، وهي بالاساس محاولة قلب نظام الحكم .اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يحفظ بلدنا من شر الأشرار، ويبدلنا خيرا من الذين أسقطت عضويتهم، فالكويت تستحق الأفضل...زين.
آخر الأخبار