الدولية
احتجاجات إيران بشهرها الرابع... والنظام يلوح بالإعدامات
السبت 17 ديسمبر 2022
5
السياسة
طهران، عواصم، وكالات: دخلت الاحتجاجات المندلعة في عدة مدن إيرانية عقب مقتل الشابة مهسا أميني شهرها الرابع، حيث تواصلت الحشود الثورية في الشوارع وترديد الشعارات ليلا وغيرها من أساليب العصيان المدني. وأظهرت مقاطع فيديو وصور من مدن عدة في إيران هي كجساران والأهواز وماهشر وعسلويه إضرابا لعمال قطاع النفط للتنديد بالأوضاع الاقتصادية السيئة وعدم تلبية المسؤولين لمطالبهم.وبالتزامن مع ذلك دعت عدة جهات بينها جمعيات ومجالس عمالية وطلاب جامعات ومدارس من مختلف أنحاء إيران، للإضراب والاحتجاج في البلاد، اعتبارا من غد الاثنين ولمدة ثلاثة أيام.وحث الداعون للإضراب على إغلاق المحال التجارية وعدم الشراء من المتاجر وعدم الذهاب إلى العمل والتظاهر في الشوارع.وذكرت قناة إيران إنترناشيونال، أن دعوات شعبية للإضراب والاحتجاج من الخامس إلى السابع من الشهر الجاري لقيت مشاركة واسعة دعما للمحتجينوفي إشارة إلى إعدام محسن شكاري ومجيد رضا رهنورد، ذكر موقعوا هذه الدعوة انها تاتي من أجل وقف جرائم النظام مثل الإعدام والقمع والاعتقال والاغتصاب، والقدرة على الإسراع بعملية الإطاحة بالنظام وانتصار الثورة.ودعا جزء آخر من هذا البيان كافة شرائح المجتمع المظلوم والمستغل، وكذلك الشخصيات والتيارات المؤثرة للانضمام وإعلان إضراب وطني في المدن "صباح ومساء في هذه الأيام الثلاثة على أن تقام في "المساء والليل" من الاثنين إلى الأربعاء المقبلين، تجمعات احتجاجية ومظاهرات ومسيرات.في غضون ذلك شهدت شوارع جنوب شرق إيران تظاهرات ليلية على ما أظهرت تسجيلات مصورة نشرتها مجموعات حقوقية، وهتف المتظاهرون في زاهدان عاصمة محافظة سيستان بلوشستان "الموت للديكتاتور" في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، حسبما يظهر في فيديو نشرته "منظمة حقوق الإنسان في إيران" ومقرها أوسلو.وأظهرت صور أخرى من زاهدان حشوداً من الرجال، بعضهم يرفع لافتات كتبت عليها شعارات منددة بالنظام، ومجموعة من النساء بلباس أسود يسرن في شارع مجاور على ما يبدو، ويطلقن بدورهن هتافات.وقالت "وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان" (هرانا) ومقرها في الولايات المتحدة إن المئات تظاهروا بعد صلاة الجمعة في زاهدان، التي شهدت تظاهرات أسبوعية منذ مقتل 90 شخصاً على أيدي قوات الأمن في المدينة في سبتمبر، الذي بات يعرف في أوساط الناشطين بيوم "الجمعة الدامي".من جانبها قالت منظمة العفو الدولية، إن 26 شخصاً على الأقل يواجهون خطر الإعدام في اتهامات على صلة بالاحتجاجات. وبحسب المنظمة الحقوقية ومقرها لندن، فإن إيران تأتي في مقدم الدول من حيث عدد الأشخاص الذين يتم إعدامهم سنوياً، بعد الصين.وحذر نشطاء من أن إيران، إحدى الدول الأكثر تطبيقاً لعقوبة الإعدام في العالم، تخطط لاستخدامها اليوم أداة لقمع الحركة الاحتجاجية عبر إشاعة مناخ من الخوف.ويرى الناشطون أن السلطات تخطط لإعدام متظاهرين إثر تهم غامضة مرتبطة بأعمال الشغب والهجمات المفترضة على قوات الأمن خلال التظاهرات، ولزيادة الإعدامات التي لا علاقة لها بالحركة الاحتجاجية، خصوصاً لسجناء مدانين بتهم تتعلّق بالمخدرات.وأفادت منظمة العفو بأن استخدام السلطات عقوبة الإعدام "مصمم لترهيب المشاركين في الانتفاضة الشعبية.. وردع آخرين من الانضمام للحراك".وأكدت أن الستراتيجية تهدف إلى إشاعة الذعر في أوساط الناس، بينما دانت التصعيد المثير للذعر في استخدام عقوبة الإعدام أداة للقمع السياسي والانتهاك الممنهج لحقوق المحاكمة العادلة في إيران. ولاحظ الناشطون بالفعل زيادة مقلقة في عمليات الإعدام هذه السنة، حتى قبل انطلاق الحركة الاحتجاجية، إذ عاودت إيران إعدام أعداد كبيرة من المدانين بتهم تتعلّق بالمخدرات، رغم الخطوات الأخيرة للحد من هذا النوع من عمليات الإعدام. كما تشكو مجموعات حقوقية من أن أعداداً كبيرة بشكل غير متناسب من أفراد الأقليات العرقية في إيران يتم إعدامهم، بما في ذلك الأكراد، لكن خصوصاً البلوش المتحدرّين من جنوب شرق البلاد الذي يعاني من الفقر.