محمد الفوزانيقول الدكتور مصطفى محمود، رحمه الله:" كنت طالباً أدرس في أميركا، وفي يوم توقفت عند محطة بنزين اعتدت شراء قهوة منها أثناء ملء السيارة بالوقود، وفي اليوم الذي يسبق عيد الـ"كريسماس"، وجدت أحد العمال منهمكاً بوضع أقفال على ثلاجة الخمور، فسألته عن السبب، فأجابني: هذه ثلاجة الخمور، وقوانين الولاية تمنع بيع الخمور في ليلة ويوم الـ"كريسماس" يوم ميلاد المسيح. فقلت مندهشاً: أليست أميركا دولة علمانية، لماذا تتدخل الدولة بشيء مثل هذا؟قال: يجب على الجميع احترام ميلاد المسيح وعدم شرب الخمر في ذلك اليوم، حتى وإن لم تكن متديناً، إذا فقد المجتمع الاحترام فقدنا كل شيء.إنها مسألة احترام، فهم ينظرون الى الـ"كريسماس" كضيف يزورهم كل سنة، ليذكرهم بميلاد المسيح (عليه السلام)، وليس من الاحترام السكر في معية ذلك الضيف، فلْتسكر ولْتعربد في يوم آخر إذا كان ذلك أسلوب حياتك، لكن في هذا اليوم يحترم الجميع هذا الضيف".المقالة تتكلم عن الاحترام كقيمة إنسانية، وهو من القيم الأخلاقية التي يعاني البعض نقصانها في سلوكه، وقراراته.ها هي بعض الفضائيات التي فقدت هذه القيمة الأخلاقية السامية باحترام رمضان، سعت كل السعي لان تفسد على الناس نعمة التواصل مع الله، بذكره وعبادته، والتفرغ لما يحب ويرضى، وقد حشدت أعداداً من الممثلين والممثلات في أعمال فنية هابطة، أو مسابقات تافهة بمسميات شتى، يجمعها هدف واحد هو إلهاء المسلم عن العبادة، والتواصل مع خالقه سبحانه وتعالى، كأن هذا الشهر الكريم مناسبة لإظهار الموبقات لكل البشر لإلهائهم عن عبادة الله عز وجل.ترسخت لدي قناعة أن ما يحصل هو أمر مخطط مسبقاً لضرب الهدف السامي لهذا الشهر المبارك الكريم "لعلّكم تتقون"، فشهر رمضان الكريم شهر التعبد، وقراءة القرآن الكريم، والذكر، وقيام الليل، تحول بسبب عدم احترامه واهدار قدسيته شهر التراخي والكسل، وارتكاب المعاصي بمجرد متابعة الاثارة التي تنشرها بعض الفضائيات، بلا حسيب أو رقيب.لابد من وقفة جادة حازمة، واسلوب جديد للتعامل مع المستهترين بالشهر الفضيل، ولا بد ان نترجم سلوكنا في هذا الشهر المبارك، ونعمل على مواجهة هذا الكم الهائل من الافساد والمفسدين، الذين وجدوا في رمضان فرصة ثمينة لبث سمومهم لتصل للمسلم وهو في غرفة نومه.إمام وخطيب
[email protected]