الأربعاء 14 مايو 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الاقتصادية

احذروا الخطر القادم من الشرق

Time
الأحد 08 مايو 2022
View
5
السياسة
محمد خليفة العنجري

شهدت أسواق العالم عدة اهتزازات اقتصادية خلال العامين الماضيين، إذ ضرب فايروس كورونا العالم في بداية العام 2020 فاتبعت دول العالم سياسية الاغلاق مما تسبب بتوقف الأعمال والصناعة وهبطت أسعار النفط لمستويات دنيا وتأثرت أسواق العالم سلباً اثر ذلك وما لبثت أسواق العالم بالتحسن التدريجي حتى ضربت الحرب الروسية على أوكرانيا العالم في فبراير من العام 2022 فأطاحت تلك الازمة مرة أخرى بأسواق المال في أوروبا وتأثرت الأسواق الاميركية بذلك. في تلك الأثناء شهدت الأسواق الخليجية نمواً وانتعاشاً استثنائياً خصوصاً بعد الترقيات التي تحصلت عليها أسواقنا الناشئة مؤخراً بالإضافة الى ترقيات مرتقبة خلال الفترة القادمة، وكنتيجة لذلك فقد شهدت بورصة الكويت تدفق سيولة اجنبية بسبب الاستقرار الذي تشهده المنطقة بالإضافة الى الوفرة والفوائض المالية التي تمتعت بها دول الخليج اثر الارتفاع الكبير في سعر برميل النفط ناهيكم عن المشاريع التنموية الضخمة التي تنتهجها دول المنطقة مما يعزز مكانة ومركز منطقة الخليج المالية والتجارية.
في تلك الأثناء وفي اقصى شرق العالم، يزداد التوتر الجيوسياسي بسبب رغبة الصين المستمرة في ضم جزيرة تايوان ورغبة الأخيرة في الاستقلال التام عن الصين، اذ تتسارع وتيرة الاحداث هناك من خلال قيام الصين مؤخرا بتوقيع اتفاقية عسكرية مع جمهورية جزر سليمان والتي قد يتيح لها إقامة قاعدة عسكرية يتم من خلالها السيطرة على المحيط الهادئ وتهديد أستراليا التي تقع على مقربة من هذه الجزر. على أي حال، فإن التوتر في تلك المنطقة قد ينتهي بغزو عسكري صيني مفاجئ على كامل تايوان واعلانها إقليم تابع للدولة. تجدر الإشارة الى أن تايوان لها أهمية اقتصادية وعسكرية للولايات المتحدة اذ يمكن تشبيه الغزو الصيني لها كغزو روسيا لأوكرانيا لأسباب عدة ولعل احدى الأسباب الاقتصادية لذلك هو أن تايوان تعد من الدول الرئيسية في صناعة الرقاقات الالكترونية وأشباه الموصلات والتي يتم استخدامها في الاجهزة الالكترونية كالهواتف الذكية والحواسيب والسيارات بأنواعها التقليدية والكهربائية وغيرها من المعدات والأجهزة الكهربائية اذ تشكل الصناعة التايوانية من تلك الموصلات نحو 60% من انتاج العالم بالإضافة الى تسيد تايوان العالم في مجال صناعة الجيل الجديد من المعالجات الالكترونية، كما أن الجودة التي يتم صناعة تلك المواد في تايوان لا يوجد لها مثيل في أي من مصانع العالم الأخرى حيث إن الشركات الاميركية الكبرى التي تقوم بصناعة الاجهزة الكهربائية تعتمد بصورة كبيرة على تلك المصانع التايوانية، وفي حال قيام الصين بأي عمل عسكري تجاه تايوان قد يؤدي ذلك الى اغلاق مصانع اشباه الموصلات والمعالجات في تايوان مما سينتج عنه قطع الامداد من تلك المواد الى المصانع الأميركية وقد يتأزم الوضع في حال امتلاك الصين لتلك التكنولوجيا المتقدمة من جودة عالية لا توجد في أي مصانع أخرى في العالم. وعليه، ستضطر الولايات المتحدة الى الدخول كطرف رئيسي في تلك الازمة العسكرية.
لذا يستوجب علينا الحذر من أي أزمات اقتصادية محتملة خلال الفترة القادمة قد تكون نتائجها مدمرة على اقتصاديات العالم، بل قد تكون أكثر تدميراً من أي ازمة سابقة ولنا في تأثير ازمة كورونا مثال حي لهذا اذ فاجأت تلك الازمة دول العالم التي لم تعد لها أي استعداد فعانى العالم من شح حاد في المواد الاستهلاكية والطبية بسبب توقف الاعمال وقد تكبدت ميزانيات دول الخليج من عجز مالي كنتيجة للهبوط الشديد في أسعار النفط التي تعتبر المصدر الرئيسي لدخل الكويت ودول الخليج. وعلى أي حال فإنه من الضروري الاستعداد الدائم لأي مخاطر اقتصادية قادمة فدرهم وقاية خير من قنطار علاج.
آخر الأخبار