الاثنين 07 أكتوبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

اختيارات الشعب!

Time
الثلاثاء 21 مارس 2023
View
5
السياسة
طلال السعيد

سواء تكلمنا عن اعضاء المجلس المبطل، او اعضاء المجلس المنحل، الذي اعيد بحكم المحكمة الدستورية، او من كان من الاعضاء في المجلسين، كلهم نجحوا بانتخاب حر مباشر بأصوات الشعب الكويتي، وبمعنى ادق هم نتيجة اختياراتنا، لكن مشكلتنا الازلية والتي لازلنا نعاني منها، اننا لا نتحمل نتيجة اختياراتنا، فمرة نرمي المسؤولية على ضعف الحكومة، واخرى نقول: خذلنا نوابنا، واذا اردنا ان نخفف وطأة سوء اختيارنا قلنا ان التشكيلة غير متجانسة!
ولا نكون صادقين مع انفسنا، ونقول/‏ هذه نتيجة حتمية لسوء اختيارنا، فنحن، وبكل صراحة، ننتخب من دون قناعة، فاما متحمسون للحزب، او الطائفة، او القبيلة، او العائلة، والادهى والامر بيع الاصوات وشراء الضمائر، الذي لا يزال مستمرا ما استمرت الحياة.
وتجدنا، ومع شديد الاسف، نلغي عقولنا ونتجرد من وطنيتنا، ونذهب الى مركز الاقتراع، او مدرسة الانتخاب، لننتخب، وبعد ظهور النتائج، ونهاية الجولات بين مخيمات الناجحين لتقديم التهاني، وتأكيد المواقف.
بعد هذا كله نسترجع وطنيتنا، لنرجع نطالب بانجازات لمصلحة الوطن، متناسين ان الوطن هو الغائب الوحيد في يوم الانتخاب.
طبعا هذا الكلام لا ينطبق على الجميع، فهناك بالتأكيد من يخاف الله في وطنه، لكن هذا هو الانطباع العام الذي رفض ان يتغير رغم مرور السنوات الا نحو الاسوأ.
فكل من يتصدرون المشهد السياسي الحالي هم نتيجة اختيارات الشعب، شئنا ام ابينا، وما لم تتغير قناعاتنا وطريقة اختيارنا لعضو مجلس الامة لن يتغير شيئا ابدا، فمن مجلس مبطل الى اخر محلول، الى احباطات، لها اول وليس لها اخر، تخيم على الشارع الكويتي كله.
ومشكلاتنا تزداد تعقيدا، وتكبر مع الايام، ونلوم المجلس المبطل والمجلس المحلول، والذي لم يحل والعائد من الحل، ونلوم أعضاء الحكومة الضعيفة.
حقيقة الامر ان العيب فينا نحن بكل صراحة، فقد توجهنا الى مراكز الاقتراع، لكننا، ومع الاسف الشديد، لم ننتخب الكويت، ونتائج الانتخابات خير شاهد فقد نجح صاحب المال الذي يشتري ضمائر الناخبين بعدما وجد من يبيع ذمته.
ونجح القبلي الذي خرج من انتخابات فرعية اسموها "تشاورية" وصفقت له القبيلة مبتهجة، ونجح الحزبي بدعم من تنظيم عالمي، والطائفي بدعم من المؤسسة الطائفية، واصحاب الولاء المزدوج بتلونهم وفق المصلحة، فهل لام كل مواطن نفسه؟
هل سأل احدهم اين غابت المصلحة العامة، ولماذا لم يضع كل ناخب مصلحة الوطن نصب عينيه قبل ان ينتخب، ولماذا لا نحقق، ولو الحد الادنى، من المثالية الوطنية، ولا نقول الكمال الوطني؟
اخيرا شعب هذه اختياراته عليه ان يتحمل نتيجتها، وما بين حكومة ضعيفة ومجلس مبطل، واخر عائد بعد حل، كان الله بالعون ... زين.
آخر الأخبار