بيروت ـ "السياسة":في تداعيات بالغة الخطورة، للحالة المزرية التي وصل إليها الوضع في لبنان، قال "مرصد الأزمة"، إن الأزمة اللبنانية تؤسس، في خضم الأزمات المشتعلة وتداعياتها اليومية على كل جوانب العيش، إلى عواقب طويلة الأمد عبر الهجرة الكثيفة المتوقعة، والتي بدأت دلالاتها بالظهور".وأشار في تقرير له، إلى أن "لبنان يشهد منذ أشهر ارتفاعاً ملحوظاً في معدّلات الهجرة والساعين إليها، يجعلنا ندخل في بداية موجة هجرة جماعية هي الثالثة بعد الموجة الكبيرة الأولى في أواخر القرن التاسع عشر امتداداً حتى فترة الحرب العالمية الأولى (1865 - 1916)، حيث يُقدّر أن 330 ألف شخص هاجر من جبل لبنان آنذاك، والموجة الكبيرة الثانية أثناء الحرب الأهلية اللبنانية (1975 – 1990)، حيث يقدّر أعداد المهاجرين في تلك الفترة بنحو 990 ألف شخص".وتشهد صالة المغادرة في مطار رفيق الحريري الدولي في العاصمة بيروت ازدحاما للبنانيين المغادرين بلادهم في مشهد غير مسبوق، لا يخلو من دموع الحسرة على رحيل قد يكون هذه المرة بالنسبة لكثر فراق طويل، بسبب الأزمات التي تعصف بالبلاد.وعلى مدار أيام الأسبوع الماضي وفي موعد سابق للمعتاد بالنسبة لبرنامج عودة المغترب اللبناني، اعداد كبيرة من العائلات والشابات والشباب الذين يغادرون بواباب المطار، فيما ذويهم يودعونهم ويرجونهم عدم العودة.
ولم تبقِ الأزمة مجالا للتمايز الطبقي بين اللبنانيين، فجميعهم سواسية في المعاناة، اذ يبحث الفقير كما الغني عن الكهرباء، ويبحث كلاهما عن الدواء والمحروقات، وقد عطل شح المحروقات دورة اقتصادية كاملة.وأمام تراكم الأزمات وفشل كل المعالجات في الحد منها، دعا الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان، واللجنة التأسيسية لنقابة السائقين في مرفأ بيروت، في بيان، "سائقي الكميونات الى الاضراب العام، اليوم، بدءا من الساعة السادسة صباحا، للمطالبة بتصحيح الرواتب بعد ان تآكلت الاجور نتيجة الانهيار الاقتصادي والمالي والارتفاع الجنوني للدولار".ووسط هذه الأجواء، كشف النقاب عن زيارة وفد من لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي، إلى بيروت منتصف الأسبوع الجاري، في مهمة عاجلة تتركز على متابعة توفير المساعدات للجيش اللبناني.وفي إطار الحرب الإعلامية المفتوحة بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، لفت عضو كتلة "الجمهورية القوية" النائب فادي سعد، إلى أن "لا أحد يسخر القضاء لمصالحه الخاصة أكثر من التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية يستغل صلاحياته لتعطيل الإصلاح ولبنان ليس في الفلك الإيراني ولو أن هناك دولة فعلية في لبنان لا يستطيع حزب الله أن يتحكم بكل تفاصيل الحكم".إلى ذلك، اعتبر "لقاء سيدة الجبل"، أن "رئيس الجمهورية ميشال عون يتلاعب بمصير لبنان واللبنانيين وليس فقط بمصير حكومة الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي التي ينتظرها الناس لتلبية حاجاتهم، وفي موازاة عمل وآداء رئيس الجمهورية بالعودة الى الجمهورية الاولى يجهد "حزب الله" بالذهاب الى الجمهورية الثالثة المجهولة المعالم، إلا بارتكازها على وطأة السلاح والصواريخ وتنسيب لبنان إلى سياسة المحاور".وحذر "اللقاء" من "خطورة التحشيد الطائفي تحت وطأة النكايات السياسية، لأن بعض ما حصل مؤخرا وضع لبنان على خط الزلازل المذهبية"، مؤكدا "أمام هذا الواقع الشديد التعقيد والحساسية، تمسكنا بالإصلاحات الدستورية التي أقرت في وثيقة الوفاق الوطني ونقلت لبنان إلى الجمهورية الثانية، كما تمسكنا باتفاق الطائف الذي قد تكون عملية تطويره ضرورة، لكنها تبقى معلقة بشرط تحرير لبنان من الاحتلال الإيراني وذراعه حزب الله".