ازرع لا تشلع!

طلال السعيد

بين حين واخر يتحفوننا بدعوة إلى التخضير، او دعوة الى جعل الكويت خضراء، سواء من مواطنين متطوعين او مبادرات حكومية.
والدعوة الى التشجير، او الى كويت خضراء، دعوة قديمة جدا، كنا نسمعها منذ سنوات ماضية تحت عنوان "ازرع ولا تشلع"، بمعنى ازرع شجرة ولا تقتلع من الارض شجرة! ويتفاعل المواطنون مع الدعوة، ثم تأتي البلدية فتزيل ما تعب المواطن على زراعته، على اساس ان في ذلك اعتداء على املاك الدولة.
ثم نرى حدائق ومحميات تزال وشجرا يقتلع، والارض لا تزال جرداء تعاني من التصحر وآثاره!
قالوا انهم في فترة التخييم سيفرضون على كل صاحب مخيم ان يزرع شجرة على الاقل في مكان مخيمه، وها هم يرحلون من دون زراعة عود واحد، وليس شجرة، ويشوهون البر ببقايا مخيماتهم، ويتلفون البيئة بأوراقهم الجائرة.
كذلك جميع الطرق السريعة الخارجية التي صرفت عليها الدولة الملايين تركت من دون تحريج، والان حالتها مزرية بعد ان غطتها الرمال، التي عجزت آليات الدولة عن إزالتها، وان ازيلت تزال بطريقة بدائية، كأن توضع الرمال على كتف الطريق، ثم تعيدها الرياح مرة اخرى الى وسط الطريق!
والذي لا يصدق ما عليه الا ان يستخدم طريق الصبية، وينظر الى اكتاف الطريق، كذلك طريق الصبية - العبدلي الجديد، او ما تم انجازه من طريق السالمي التعيس!
كلها بلا استثناء دفنتها الرياح الى درجة ان السيارات "غرزت" وهي على الطريق المعبد!
هناك منطقة كاملة سوف تدفنها الرمال ما لم تسارع الدولة الى التحريج، واقصد منطقة المطلاع، التي يبني عليها الشباب بيوت احلامهم، اذ يجب ان تزرع منطقة "اللياح" كاملة بالاشجار حماية لهم من الغبار، والا فإنهم سوف يغادرونها مجبرين فيما بعد.
الامر الاخر المهم ما الذي يمنعهم من زراعة حرم مطار الكويت من الداخل، فهو الان مجرد مبان مقامة على صحراء قاحلة، واتصور ان بئرين ارتوازيين فقط، ويتحول الى حدائق، خصوصا بعد ان اصبحت زراعة النباتات البرية متاحة وسهلة؟
على الاقل يكون الانطباع الاول عند الزائر ان هناك من يهتم بجمال الكويت على العكس مما هو حاصل، شعارات من دون تطبيق...زين.