محمد الفوزانكانت هذه مقدمة المذيع الرياضي في قنوات "بي إن سبورتس الرياضية"، في افتتاح مونديال قطر 2022، وما هي إلا أيام قليلة على افتتاح المونديال حتى غزت كلمته معظم مقاطع مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مع التقدم الذي أحرزه المنتخب المغربي في المونديال، وفوزه على منتخبات غربية وأوربية عريقة.يعتقد المؤرخ الفرنسي فولتير"أن أول ساعة عرفت في أوروبا هي الساعة التي أهداها الخليفة العباسي هارون الرشيد إلى شارلمان عام 870 ميلادية وهي الساعة التي صنعها العرب قبل أكثر من 1200 سنة ومن هذا المنطلق كان شارلمان مؤسس أوروبا، محارب المسلمين وناشر المسيحية.يعتبر شارلمان واحدا من أبرز أسماء التاريخ الأوروبي، فهو"والد أوروبا الحالية"، بتعبير عدد من المؤرخين؛ وهو ثالث إمبراطور من أباطرة الكارولنجيين، حكم نحو 46 سنة (768 – 814) وأول من حمل لقب إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وجمع ألمانيا وفرنسا تحت رايته، ليخلق أول إمبراطورية شمال جبال الألب بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية.كان الملك شارلمان في زمان هارون الرشيد خليفة المسلمين، وقد أرسل الرشيد إلى شارلمان إمبراطور الإمبراطورية الرومانية آنذاك ساعة مائية من النحاس الأصفر بارتفاع نحو أربعة أمتار وتتحرك بواسطة قوة مائية.قيل إن الساعة هدية هارون الرشيد لشارلمان هي أول ساعة عرفتها أوروبا، تحفة فنية لا مثيل لها في ذلك الوقت، ساعةً ضخمة يبلغ ارتفاعها أربعة أمتار، مصنوعة من النحاس الأصفر، تتحرك بقوة مائية مع قوة الجاذبية.عند تمام كل ساعة يسقط من الساعة عدد من الكرات المعدنية يتبع بعضها بعضا بحسب عدد الساعات فوق قاعدة نحاسية فتحدث رنينا جميلًا في أنحاء القصر الإمبراطوري، كما كانت الساعة مصممة بحيث يفتح باب من الأبواب الاثني عشر المؤدية إلى داخل الساعة، ويخرج منه فارس يدور حول الساعة، ثم يعود إلى المكان الذي خرج منه، وعندما تحين الساعة الثانية عشرة يخرج اثنا عشر فارسًا مرة واحدة يدورون دورة كاملة ثم يعودون من حيث أتوا وتغلق الأبواب خلفهم.كانت الساعة بالنسبة للملك شارلمان ولحاشيته شيئا عجيباً ومخيفاً في الوقت نفسه، إذ اعتقد رهبان الملك أن بداخل الساعة شيطانا يسكنها ويحركها، فجاؤوا إلى الساعة ليلا محضرين معهم فؤوسا، وحطموها من أجل أن يقضوا على الشياطين بداخلها، وبعد تحطيم الساعة الثمينة هدية هارون الرشيد أصيبوا بالخيبة إذ لم يجدوا بداخلها سوى آلاتها التي صنعت منها، فحزن شارلمان حزنًا شديدًا، واستدعى الخبراء والعلماء وأمهر الصناع بهدف إصلاحها، ولكن محاولاتهم باءت بالفشل.عرض عليه مستشاروه أن يخاطب خليفة المسلمين هارون الرشيد، كي يرسل فريقًا عربيًا ليصلح ما أفسدوه، فرفض شارلمان هذا المقترح وقال: أشعر بخجل شديد أن يعرف ملك بغداد أننا ارتكبنا عارًا باسم فرنسا كلها.إمام وخطيب
[email protected]