استئناف مفاوضات جدة بين جنرالي السودان ...وتصاعد الدعوات إلى وقف القتال

الخرطوم، عواصم - وكالات: فيما تواصلت المعارك في العاصمة السودانية الخرطوم بين قوات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، ومع استمرار نزوح الأهالي إلى مناطق داخل البلاد ودول الجوار، أكدت مصادر مطلعة عودة المحادثات غير المباشرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع برعاية السعودية والولايات المتحدة في جدة، ونقلت قناة "العربية "و"الحدث" السعوديتان، عن مصادر تأكيدها أن أجندة المحادثات تتركز على الترتيبات الإنسانية ووقف إطلاق النار، قائلة إن كل وفد انخرط في اجتماعات منفصلة مع مسهلي عملية الحوار.
من جانبها، أعربت مجموعة أصدقاء السودان التي تضم السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسويد والنرويج وألمانيا والاتحاد الأوروبي في بيان، عن قلقها العميق إزاء العنف الدائر وتفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، وطالبت الطرفين باحترام القانون الإنساني الدولي والعمل من أجل العودة إلى العملية السياسية.
ودعت المجموعة كذلك الأطراف المتحاربة إلى الالتزام بشكل عاجل بتعهداتها المتفق عليها في إعلان 11 مايو للالتزام بحماية المدنيين في السودان وفي وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في 20 مايو، معلنة دعمها الجهود الدولية والإقليمية التي تعمل على وقف الأعمال العدائية وحل الصراع.
ميدانيا، تجددت الاشتباكات أمس، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أم درمان وجنوب الخرطوم، وشهدت شوارع مدينة أم درمان اشتباكات عنيفة في قاعدة سلاح المهندسين الرئيسية التابعة للجيش، وقد سمع دوي انفجارات كبيرة وتحليق للطيران الحربي غرب أم درمان، وصوت المضادات الأرضية التي تطلقها قوات الدعم السريع.
هذا، وقال المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير في السودان ياسر عرمان إن الحرب الدائرة بالبلاد تشهد ما اعتبره تغيراً نوعياً باستخدام الأسلحة الثقيلة والمدفعية البعيدة المدى في مناطق مأهولة بالسكان، محذراً من تداعيات ذلك على المدنيين.
وذكر عرمان في حسابه على "تويتر" أن هناك تصاعداً أيضاً في وتيرة الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، مشيراً إلى ذلك من شأنه أن يزيد عدد الضحايا المدنيين ويدمر البنية التحتية ومنازل المواطنين.
وعبّر المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير عن مخاوفه من أن يطرح من وصفهم بفلول النظام السابق فكرة تقسيم السودان كحل للأزمة في البلاد بعد فشل الحرب، مؤكداً على أن الحرب تهدد وحدة البلاد وتماسك المجتمع وتنذر بانهيار الدولة.
في غضون ذلك، دانت وزارة الخارجية السودانية قيام قوات الدعم السريع باقتحام سفارة الصين ومنزل ومقر سفارة فلسطين بالخرطوم ومنزل سفير سلطنة عمان بالمنشية، ودعت المجتمع الدولي لتصنيف الميليشيات كمنظمة إرهابية. وقالت في بيان إن قوات الدعم السريع سرقت عددا من السيارات الديبلوماسية من مقر السفارة الصينية، وقامت باقتحام منزل السفير ومقر سفارة فلسطين للمرة الرابعة، كما اقتحمت منزل سفير سلطنة عمان وسرقت السجاد والأثاث والمقتنيات الثمينة والأجهزة الكهربائية والإلكترونية.