طلال السعيدلا أعرف وزير التربية علي المضف لا من قريب ولا من بعيد، وليس بيني وبينه علاقة، ولم يسبق أن قابلته على كثرة ما استلم من مناصب بالدولة واخرها وزيرا للتربية، ولكن اشهد بالله ان هذا الرجل كفء للمسؤولية راق جدا متصالح مع نفسه، يعرف تماما كيف تورد الابل، وقبل ذلك وبعده، محترم جدا يحترم نفسه وهذا الاهم ثم يحترم الشعور العام هذا الرجل الكبير أثبت أنه يستحي من الحق ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح: "الايمان بضع وستون أو سبعون شعبة افضلها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن طريق المسلمين والحياء شعبة من الايمان".علي المضف هذا الرجل الحيي استشعر الحرج لموقف اثنين من أعضاء مجلس الامة من عائلته نفسها وقفوا مع طرح الثقة في وزير الدفاع، حيث اعلنا باكرا وقبل سماع الردود موقفهما كمؤيدين لطرح الثقة رغم وجود ابن عمهما في الحكومة، وكان الاجدر بهما تأخير الاعلان عن الموقف أو التزام الحياد بالامتناع عن التصويت، والامتناع من حق للنائب خصوصا وان "استجواب الساعتين" لا يرقى الى طرح الثقة، فهو استجواب موجه من الخارج، الهدف منه اقصاء حمد الجابر، خوفا منه فقد حقق نجاحا كبيرا وتأثيرا شعبيا غير مسبوق، وهذا الامر هو حديث الشارع الكويتي هذه الايام الذي يقف وبكل قوة مع حمد الجابر المطلوب اقصاؤه من قبل مجموعة لا تجرؤ على اظهار رؤوسها. هناك قول مأثور يقول "كما تكونوا يولى عليكم" ولان ابناء الاسرة الحاكمة يضرب بعضهم بعضا فان العائلات الكويتية على السياق نفسه يضرب بعضها بعضا حتى اصبح الصراع داخل العائلات نفسها وبين افرادها لذلك استشعر الوزير علي المضف الحرج وتقدم باستقالته، وسواء قبلت أم لم تُقبل فقد سجل الوزير المضف سابقة تاريخية مقدرة عند اهل الكويت فلم يسبق لوزير أن قدم استقالته حياء من موقف غيره.كل ما نتمناه أن لا تُقبل استقالة الوزير الحيي فمن الصعب أن تجد مسؤولا يحمل مواصفاته وحتى ان خسر المنصب فان خسارة العضوين سوف تكون اكبر بكثير في الانتخابات المقبلة، فالانقسام الذي احدثاه لن يكون لصالحهما نهائيا، ولعل غدا لناظره قريب.الموضوع في غاية الحساسية، ولكنه ليس سريا، فالاستقالة معلنة وموقف العضوين ايضا معلن وكذلك الحال بالنسبة للضرب من تحت الحزام الذي لا يزال يُمارس من بعد وفاة الامير السابق ـ رحمه الله !!علي المضف مثال راق للمسؤول الذي يلتزم باخلاقه ومبادئه ولا يهمه الكرسي، وفي مثل هذه المواقف الصعبة تعرف معادن الرجال... زين.
[email protected]