طلال السعيدكل الفعاليات الاقتصادية توكد ضرورة النهوض بالاقتصاد الوطني، واستعادة الريادة وبخاصة ان صاحب السمو الامير ـ حفظه الله ورعاه ـ حريص كل الحرص على دعم الاقتصاد الوطني ومنحه الفرص ليستعيد عافيته ويتجه نحو الريادة كما كان بالسابق، وعلى ضوء ذلك شهدت بورصة الكويت تدفقات نقدية كبيرة تعد الأعلى، حيث وصلت 64 في المئة. كل هذه الاخبار تعتبر اخبارا مفرحة للجميع حتى لو لم يستفد منها السواد الأعظم من الناس من أصحاب الرواتب والكادحين ولكن قديما قيل: "لاصار جارك بخيرفأنت بخير"، ولعل تعافي الاقتصاد الوطني يعيد لنا العصر الذهبي حين كان المواطن يبيع شهادات الميلاد بالسنة خمس مرات، فيغطي ثمنها مصروفاته الشهرية على الأقل حتى لو استفاد المساهم أضعاف ما دفع للمواطن.زبدة الحديث أن من يريد للاقتصاد الوطني ان يتعافى عليه قبل كل شيء ان يعتمد على العنصر الوطني الكويتي، ويستغني بشكل كامل عن الاشقاء والأصدقاء الوافدين مهما كانت مؤهلاتهم وخبراتهم، فهم قد يملكون الخبرة ولكنهم لايملكون الإخلاص والحرص الذي يملكه الكويتي الذي يعرف انها بلده وان في قوة اقتصادها قوة له ولأولاده من بعده، وبالبحث التاريخي الدقيق جدا يتضح انه ليس هناك كويتي واحد خان الأمانة او سرق الشركة التي يعمل فيها بينما الاشقاء الوافدون تكاد تكون جرائمهم شبه يومية حتى الصناديق الخيرية، وصندوق اعانة المرضى سطا عليه وافد ورحل الى بلاده، أما العنصر الوطني فحتى ان تم تدريبه واستقال فانه يخدم الاقتصاد الوطني في بلده من مكان آخر، كما يحدث مع مديري وموظفي البنوك الكويتية الذين يتنقلون من بنك الى بنك حسب العروض التي تقدم لهم.
المشكلة الأساسية أنه ليس هناك إيمان حقيقي بالعنصر الوطني، وليس هناك توجه حقيقي لتأهيل او اعادة تأهيل المتقاعدين او الخريجين الجدد، فلم نسمع ولم نقرأ عن شركة من الشركات الكبرى أعلنت عن حاجتها الى خريجين جدد تؤهلهم او تدربهم، واذا حصل وأعلنت فانها تشترط الخبرة، فمن أين تأتي الخبرة، وانتم تحاربون الخريجين الجدد ولا تتبنون نظام الابتعاث لمصلحة شركاتكم، وحين يبرز عنصر من العناصر الوطنية، فإنهم يختلفون في كل شيء الاّ انهم يتفقون على محاربته مع شديد الاسف.الأمر الآخر هناك مايزيد عن المئة الف متقاعد كويتي لا يزالون في قمة العطاء، عسكريين ومدنيين، ولايجدون فرصة عمل واحدة يعاد تأهيلهم من خلالها، حتى وظيفة مندوب، او حارس امن، او منفذ اعمال كتابية يستعينون بالوافدين ويتركون ابن البلد، فهل سمعتم عن اقتصاد وطني نهض من كبوته، أو استعاد الريادة من دون العناصر الوطنية التي هي الثروة الحقيقية؟ المهم انهم يعرفون هذا الكلام تمام المعرفة، لكنهم يحبون الوافدين ويتكلمون عن الاقتصاد الوطني من دون عنصر وطني...زين.