الدولية
استقالة حتي تُعجِّل في سقوط تركيبة دياب: لبنان إلى دولة فاشلة
الاثنين 03 أغسطس 2020
5
السياسة
بيروت ـ "السياسة":تعرضت حكومة حسان دياب لضربة موجعة، بتقديم وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي استقالته، اعتراضاً على تعثر الحكومة في العديد من الملفات، وما تعانيه من تخبط على مختلف المستويات. واعتبرت مصادر معارضة بارزة، أن تلك الاستقالة هي بداية تفكك الحكومة وسقوطها، مؤكدة لـ "السياسة"، أن "هناك عدداً آخر من الوزراء سيحذون حذو ناصيف، ويقفزون من المركب قبل غرقه، بعدما طفح الكيل من سلبية هذا الأداء الحكومة الذي لم يشهده لبنان في تاريخه"، ومشيرة إلى أن "استقالة حتي شكلت صدمة كبيرة للعهد ولدياب معاً، الأمر الذي سيترك تداعيات خطيرة على الحكومة، وبالتالي سيعجل في رحيلها عاجلاً أم آجلاً".وكشفت مصادر ديبلوماسية لـ "السياسة"، أن "استقالة الوزير حتي، تعكس فشل الديبلوماسية اللبنانية في معالجة أخطائها الفادحة التي عمقت الهوة مع الأشقاء العرب والأصدقاء الأجانب، ما أوقع لبنان في عزلة ما عرفها يوماً في تاريخه"، مشيرة إلى أن "العهد والحكومة يتحملان المسؤولية، وبالتالي عندما وجد حتي أنه غير قادر على التصحيح بفعل المسار الخطأ للحكومة، فضل الاستقالة على أن يستمر في منصبه".في غضون ذلك، استقبل الرئيس ميشال عون، أمس، رئيس مجلس الوزراء حسان دياب، حيث وقعا مرسوم قبول استقالة الوزير ناصيف حتي، ومرسوم تعيين السفير شربل وهبة وزيرًا للخارجية والمغتربين.وقال الامين العام لوزارة الخارجية السفير هاني الشميطللي، في تصريح: "إن اسم السفير شربل وهبة كان مطروحا لتولي وزارة الخارجية والمغتربين في الحكومة الحالية، أي بالتزامن مع اسم الوزير ناصيف حتي".ومن جانبه، لفت حتّي في بيان استقالته، إلى أن "لبنان اليوم ليس لبنان الذي احببناه واردناه منارة ونموذجاً، لبنان اليوم ينزلق للتحول إلى دولة فاشلة لا سمح الله، وأنني وبعد التفكير ومصارحة الذات، ولتعذّر اداء مهامي في هذه الظروف التاريخية المصيرية، قررت الاستقالة من مهامي كوزير للخارجية والمغتربين".وشدد حتي، على أن "المطلوب في عملية بناء الدولة عقولاً خلاقة ورؤيا واضحة ونوايا صادقة وثقافة موؤسسات وسيادة دولة القانون والمساءلة والشفافية". وختم بيانه، "لقد شاركت في هذه الحكومة من منطلق العمل عند رب عمل واحد اسمه لبنان، فوجدت في بلدي أرباب عمل ومصالح متناقضة، وإن لم يجتمعوا حول مصلحة الشعب اللبناني وإنقاذه، فان المركب لا سمح الله سيغرق بالجميع".وكان حتى زار الرئيس دياب، صباح أمس، وقدم له استقالته رسمياً من منصبه كوزير للخارجية، وغادر من دون الإدلاء بأي تصريح.وعلم أن الرئيس دياب قبل الاستقالة فورا، وباشر اتصالاته ودرس الخيارات لتعيين وزير جديد.وأوضح النائب إيدي أبي اللمع أن استقالة حتي، "انتكاسة للحكومة كونها إحدى الوزارات السيادية، ما يعني أن هذه الحكومة عاجزة، وحتي يعبر عن استيائه منها"، وأضاف: "لا أعلم ما إذا كانت هناك مؤامرة على الحكومة ولا أعتقد أن حتي يقوم بمؤامرات، فهو رجل صادق مع نفسه وأنا أرى أنه يتوجب على بقية الوزراء الاستقالة لأن الحكومة تصدعت ولكن لا نعرف ماذا سيحصل عقب هذه الاستقالة".