استمرار أزمة نقص الرقائق الإلكترونية يقفز بأسعار السيارات المستعملة في العالم

في الوقت الذي قد يتجه الأشخاص لشراء سيارة مستعملة، بدلاً من شراء واحدة جديدة بسعر مرتفع، يشهد سوق السيارات المستعملة في العالم زيادة كبيرة في الأسعار.
ووفقًا لبيانات "جي بي مورغان" فقد ارتفعت أسعار السيارات المستعملة بالسوق الأميركي بنسبة 40% في يونيو هذا العام، مقارنة بما كانت عليه قبل جائحة كورونا "كوفيد - 19" في فبراير 2020، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى أن الطلب على السيارات المستعملة أعلى بكثير من المعروض منها.
يتأثر سوق السيارات المستعملة بشكل كبير بما يحدث في سوق السيارات الجديدة، فهذا الأخير يمر بتحديات بسبب نقص الرقائق الإلكترونية اللازمة لتصنيع السيارات الكهربائية، مما يؤدي إلى تباطؤ إنتاج السيارات في جميع أنحاء العالم، وقلة المعروض من السيارات الجديدة، وبالتالي ارتفاع أسعارها.
ومع ارتفاع أسعار السيارات الجديدة، وقلة السيارات المعروضة، يتجه المزيد من المشترين نحو سوق السيارات المستعملة، مما يقلل من مخزون السيارات المستعملة، ويزيد أسعارها، وبالتالي فإن الأشخاص الذين كانوا مستعدين فيما مضى لإنفاق أموالهم على سيارة جديدة، اتجهوا الآن لسوق السيارات المستعملة، وساهم ذلك في زيادة أسعارها بشكل كبير.
وأصبح الأشخاص بعد ارتفاع أسعار السيارات الجديدة، أكثر ميلاً للاحتفاظ بسياراتهم القديمة، بدلاً من بيعها، مما أدى بدوره إلى نقص المخزون في سوق السيارات المستعملة. وصلت أسعار السيارات إلى ذروتها في شهر مايو، وبعد ذلك بدأت في الانخفاض مرة أخرى، إذ انخفضت أسعار السيارات المباعة بسعر الجملة بين مايو ويونيو للمرة الأولى منذ شهر ديسمبر، ويعد ذلك مؤشرًا على قرب حدوث توازن بين الطلب والعرض، ومن المتوقع أن يتبع ذلك انخفاض في سعر السيارات المباعة بسعر التجزئة، وسوف يبدأ المتسوقون في ملاحظة انخفاض أسعار السيارات تدريجيا بحلول الخريف.
لكن من ناحية أخرى، يبدو أن أزمة نقص الرقائق الإلكترونية لن تحل قريبا، وبالتالي قد يستغرق الأمر وقتا طويلاً قبل أن تعود أسعار السيارات المستعملة إلى المستويات التي اعتاد المشترون عليها.
ويرى الخبراء أنه حتى لو زاد مخزون السيارات الجديدة، فإن سوق السيارات المستعملة لن يعود إلى وضعه الطبيعي بين يوم وليلة.