بيروت ـ"السياسة" : رغم إعلان "حزب الله" حالة الاستنفار القصوى في صفوفه على طول الأراضي اللبنانية، وتحديداً في مناطق الجنوب، رداً على اغتيال إسرائيل العالم النووي الإيراني، محسن فخري زاده، الجمعة الماضي في طهران، إلا أن المراقبين يستبعدون قيام الحزب بأي مغامرة على هذا الصعيد، لأنه يدرك جيداً حجم الرد الإسرائيلي على ما قد يقوم به. وبالتالي فإن حالة الاستنفار هذه هي استعراضية أكثر مما هي جدية، إذ تؤكد المعلومات المتوافرة لـ "السياسة"، أن الحزب الذي يأتمر بأوامر إيران، يدرك جيداً أن سيواجه برد إسرائيلي حازم على أي عمل عسكري قد يقوم به، وهذا ما سيدفعه إلى مراجعة حساباته قبل الإقدام على أي خطوة من هذا القبيل، في ظل ظروف بالغة الدقة يعيشها لبنان والمنطقة .وأشارت المعلومات، إلى أن إسرائيل التي كثفت من طلعات طيرانها الحربي والمسير فوق مناطق الجنوب وبيروت، وضاحيتها الجنوبية في الأيام التي تلت اغتيال فخري زاده، بعثت برسائل صارمة إلى "حزب الله" تحذره من مغبة مهاجمتها، رداً على مقتل العالم الإيراني، في حين أبقى الجيش الإسرائيلي في روتينه الطبيعي، في إشارة إلى أنّه لا يتوقع ردا إيرانياً على شكل ضربة عسكرية فورية من لبنان أو سورية.
ولفتت المعلومات إلى أنه في حال قررت إيران أو أذرعها العسكرية الرد، فإنه سيكون محدوداً على غرار ما حصل بعد اغتيال قاسم سليماني، ما سيبقي الأمور تحت السيطرة، لأن لا قدرة لطهران على التحكم بتطورات أي انفجار عسكري في المنطقة، نتيجة ما قد تقدم عليه.ولم تسجل تحركات ظاهرة غير عادية على طول الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل، في حين عمد الجيش اللبناني والقوات الدولية إلى تسيير دوريات لحفظ الأمن في المنطقة .وفي سياق غير بعيد، كشف النقاب في بيروت، عن تأجيل محادثات الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان والتي كانت مقررة غداً .إلى ذلك، دان "لقاء سيدة الجبل" و"حركة المبادرة الوطنية" ما وصفاه بـ"مهزلة إقرار التحقيق الجنائي والذي استثنى مؤسسات رئاسة الجمهورية ومجلس النواب ورئاسة الحكومة، ناهيك عن اكتشاف اللبنانيين تخوف كل مؤسسات السلطة الوطنية والسياسية والمصرفية من كشف حساباتهم أمام الرأي العام".ورأى المجتمعون أنه "لا إصلاح ممكناً في ظل "ديكتاتورية السلاح" التي يمثلها "حزب الله" الحاكم والمتحكم بالدولة ويأخذها رهينة أجندة فارسية، في ظل سكوت تام عن الخروج المتمادي على الدستور وقرارات الشرعية الدولية، وإذا كان اللبنانيون قد ملوا من الحديث عن الفشل السياسي لكل أركان المنظومة، فإنهم لن يكلوا عن النضال السياسي في مواجهة الوصاية الإيرانية لإسقاطها ولنزع السلاح غير الشرعي، والزمن الفاصل عن تحقيق آمال اللبنانيين بوطن سيد حر ومستقل لم يعد بعيدا على الإطلاق".