استوعبوا فحوى الصناديق

أحمد عبدالعالي بوعباس

...ونطقت الصناديق بما في قلب المواطنين، وأوصلت صوت الشعب بكل صدق وشفافية ووضوح، وكلمات الشكر والعرفان لن تفي اهل الكويت حقهم، سواء بإخلاصهم لوطنهم او لنسبة المشاركة بعد كل تلك التجارب السيئة التي مروا بها، وسواء للمخرجات التي اعطت كل ذي حق حقه، وحجمت الكل على وفق ما أعطى للمواطن، من أداء ودفاع عن حقوقه.
استطيع ترجمة بعض الرسائل التي يريد الشعب ان يوصلها والتي نتمنى من قيادتنا الحكيمة ان تأخذ بمغزاها.
أولا، الشعب مع الاصلاح، ولن يرضى بغيره، ولذلك انتخب من هم سيتعاونون مع الحكومة، اذا كانت فعلا جادة في ما تناديه من اصلاح ومكافحة للفساد.
ثانيا، الشعب اتخذ من الصناديق سلاحا ضد كل من يستهزئ بهمومه، ويقزم حقوقه.
ثالثا، الشعب لن يرضى بالتطاول عليه، والتعالي على قضاياه المشتركة.
رابعا، سقوط كثير من عوامل التفرقة، وفوز عوامل المصير المشترك، والروح الوطنية.
خامسا، كثير من افراد الشعب ادركوا ان نائب الخدمات والواسطات لا مكان له في كويت المستقبل.
سادسا، لم ينجح ممثلو المصالح الضيقة، الا قلة قليلة، استفادوا من قوة نفوذهم التي ستنحسر، ولم ينجحوا الا لاعتقاد ناخبيهم خطأ أن نفوذهم مستمر، وسيكون هذا المجلس اثباتا أن نفوذهم انحسر ،وسيندم الكثيرون على اختياراتهم السيئة.
سابعا، الشعب محافظ جدا دينيا، ويريد من يعزز ثوابته، ويدعم معتقداته.
ثامنا، الشعب شبع من الذين يتكسبون من خلال التركيز على استهداف شخص، والانشغال بالهجوم عليه، دون اكتراث لهموم الشعب الحقيقية ومشكلاته.
تاسعا، الشعب لن يتنازل عن حقوقه الدستورية، ولن يمل من ممارسته للديمقراطية مهما كانت الظروف، بل وستكون اختياراته افضل واشرس في كل مرة.
عاشرا، الشعب يريد ان تهتم السلطة بالخطاب والطرح الذي أنجح النائب ليس بالنائب نفسه، و الشعب يتطلع الى استقرار البلد وينتظر من الحكومة الأداء المنشود والنهج الموعود قولا وعملا.

كاتب كويتي