استياءٌ خليجيٌّ بالغ من عجز حكومة لبنان عن لجم "حزب الله"

بيروت ـ "السياسة":

مع تواصل مسلسل تحلل ما تبقى من المؤسسات في لبنان، وفيما تفاعل وبقوة إصرار العهد وأجهزته الأمنية على مطاردة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وما أسفرت عنه من مواجهات حول الصلاحيات بين "أمن الدولة" وقوى الأمن الداخلي، ومع ما لذلك من تداعيات خطيرة على الوضع الداخلي، رفع "حزب الله" من وتيرة تحديه لوزارة الداخلية، وعمق الهوة أكثر فأكثر مع الدول الخليجية التي تلقت بغضب شديد، رسالة رعاية الحزب مجدداً لنشاطات جماعات بحرينية معارضة متهمة بالإرهاب في بلادها.
وقد علمت "السياسة" من أوساط موثوقة أن "الدول الخليجية الأربع عبرت عن استياء بالغ من عدم قدرة السلطات اللبنانية على منع إقامة النشاطات المعادية لها في الضاحية الجنوبية لبيروت، أو بالحد الأدنى منع المشاركين من غير اللبنانيين من دخول الأراضي اللبنانية"، مشيرة إلى أنه "سيترتب عن إصرار حزب الله على إحراق كل المراكب مع الخليج، انعكاسات سلبية على لبنان، هو أعجز بالتأكيد عن تحمل مضاعفاتها".
وغرد رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، عبر "تويتر"، كاتباً: "أيهما أفضل ان يعتقل جهاز أمن الدولة حاكم مصرف لبنان وتوضع المؤسسة تحت الحراسة القضائية، ام ان نضع برنامجًا يحفظ حقوق المودعين بالاشتراك مع صندوق النقد الدولي لوقف الانهيار".
وأضاف، "ومن جهة اخرى لماذا الاعتراض المفاجئ للمساعدات الاميركية للجيش اللبناني وكأن الامر كان سريا".
من جهته، اعتبر الوزير السابق اللواء أشرف ريفي عبر "تويتر"، أن "التحلل أصاب بنية الدولة وبات لبنان نموذجا لانهيار لم يشهده أي وطن، والمافيا مستمرة بالمحاصصة والسطو على ما تبقى. على عاتق اللبنانيين مسؤولية التغيير الجذري وإلا سيزول لبنان كدولة قابلة للحياة. جعلتم من لبنان دولة فاشلة وقريبا سيصبح بسببكم دولة مارقة. المحاسبة قريبة بإذن الله".
وفي إطار مسلسل كسر هيبة الدولة، وهذه المرة في إحدى مدارس المهدي في الضاحية الجنوبية، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو يظهر أطفالاً في احد المدارس في لبنان المدعومة من إيران وهم يحملون الأعلام الإيرانية وصور المرشد الإيراني علي الخامنئي.
وسألت مصادر قضائية، "كيف يحق لقاضية بحقها أكثر من 12 دعوى أمام التفتيش القضائي أن تتابع عملها، وهي التي سخرت العهد لحمايتها أولاً عبر عرقلة مرسوم التشكيلات القضائية لتبقى في منصبها تنفذ المطلوب منها، وثانياً عبر ممارسة كل الضغوط على التفتيش القضائي ورئيسه لعدم التحقيق في الدعاوى أمامه بحقها وفي إحداها إثباتات دامغة بتزوير مارسته؟".
وغرد منسق الإعلام في "تيار المستقبل" عبدالسلام موسى قائلاً: "رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون يأمر القاضية غادة عون بالادعاء على قائد قوى ‎الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان"، مضيفا "رئيس ينحر الجمهورية!".
من جهة أخرى، كشف النقاب عن مناورة كبيرة أجراها "حزب الله" قبل أسابيع جنوباً، تخللتها محاكاة لحرب إسرائيلية مباغتة على الحدود، وهجوم من لبنان باتجاه بعض المستوطنات الإسرائيلية، كذلك انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو مصور يُظهر مجموعة من عناصر "حزب الله" يقومون بتدريبات على الثلوج، ولاقى مقطع الفيديو تعليقات عديدة من روّاد مواقع التواصل، منها مؤيّدة ومنها منتقدة.
وتزامناً مع مناورات "حزب الله"، أعلن عن قيام الجيش الإسرائيلي بتدريبات لمدة أسبوع، لمحاكاة الحرب على الجبهة الشمالية ضد "حزب الله". وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن "جنودا من كتيبة المظليين 890 التابعة للجيش الإسرائيلي، أجروا التدريبات مع تصاعد التوترات في حي الشيخ جراح بالقدس".
وذكر أن "الجنود أمضوا يومين ونصف اليوم في محاكاة الدفاع عن المجتمعات الإسرائيلية على طول الحدود من عمليات التسلل من قبل قوات وحدة "الرضوان" التابعة لـ"حزب الله"، والتي من المتوقع أن تحاول السيطرة على المجتمعات في الحرب القادمة قبل "العبور" إلى لبنان حيث سيدور القتال بعمق"، وفق "جيروزاليم بوست".