"اسْتَفْتِ" عقلك الباطن

د. خالد عايد الجنفاوي

يستفتي الانسان عندما يطلب الرأي الصحيح، أو عندما يرغب في معرفة القرار الشخصي الأكثر صوابًا، أو عندما يود التأكد ما إذا كان هذا أو ذلك الشيء، أو هذا أو ذلك الأمر ،أو هذا أو ذلك الكلام أو التصرّف سوف يضرّه أو ينفعه.
وفقًا لوجهة نظري المتواضعة، أعتقد أنّ المصدر الأساسي والأكثر فعالية في ضبط، وتصويب، وتصحيح الرؤى والآراء والقرارات الشخصية، والمنبع الأكثر أهمية لما سيجلب الخير للإنسان في حياته يتمثل في امتلاكه عقلا باطنا توجد فيه آليات فعّالة للاستقراء، وللاستنباط الذهني، يستطيع عن طريقها التوصل الى حقائق الأمور، والقرارات، والمواقف النفسية التي يجب عليه اتخاذها تجاه أي شأن من شؤون حياته.
ومن بعض وسائل تطوير العقل الباطن بهدف أن يتحوّل بوصلة، فكرية وأخلاقية ونفسيّة، دقيقة وفعّالة، نذكر ما يلي:
-تنقية العقل الباطن من أفكار وانطباعات الآخرين: لا يمكن أن تساهم أفكار وانطباعات والتحيّزات الشخصية للآخرين في إثراء العقل الباطن للإنسان الآخر، بسبب أنها أجنبية بالنسبة له، ولا تعكس تركيبه النفسي والذهني الذاتي.
وكلما عزّز الفرد عقله الباطن ودعَّمه بشكل مستمر بتجاربه الذاتية الخاصة به، تمكّن من ترسيخ استقلاليته، ما يؤدي حتمًا الى نجاحه في استقراء واستنباط ما سيحقّق منفعته الشخصية.
-ممارسة التفكير الواقعي، وهو يشير الى التقييم الذهني الدقيق للأحداث وللدوافع النفسية الإنسانية الحقيقية، وما يوجد على أرض الواقع الحياتي بهدف الوصول الى استنتاجات فكرية صحيحة خالية من التحيّزات العاطفية الشخصية، وتعكس الحقائق الملموسة فقط لا غير.
-تنقية العقل الباطن من الهواجس المبالغة، لا سيما ما يَرِد الى العقل من أباطيل، وأكاذيب، واعتقادات واهية غير مبنية على أسس منطقية، لا سيما ما تنتجه العقول الجمعية في بيئات وتجمعات بشرية متخلفة.
-أنصت الى عقلك الباطن: ما يشعرك بالتضايق من دون أن تعرف السبب الحقيقي لذلك، ربما يكون إشارات خفية تخبرك برفض عقلك الباطن لما أنت عليه حاليًّا من تواطؤ اختياري ساذج مع الآخرين ضدّ نفسك!
عقلك الباطن هو جهاز إنذار مبكّر يعمل دائمًا لمصلحتك، فلا تتجاهل رسائله التحذيرية.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi