تونس - وكالات: أطلقت الشرطة التونسية، الغاز المسيل للدموع، وتدخلت بالقوة لفض اعتصام "الحزب الدستوري الحر"، أمام مقر فرع اتحاد العلماء المسلمين بمنطقة مونبليزير بتونس العاصمة، ما أدى إلى إصابة عدد من النواب ونقلهم إلى المستشفى، وذلك بعد اندلاع مناوشات واشتباكات بين قيادات الحزب وأعضاء المنظمّة، بالإضافة إلى أنصار حركة "النهضة"، التي يتزعمها راشد الغنوشي.وبدأ التوتر، عندما تجمع نواب "الدستوري الحر" بالبرلمان وأنصاره، أول من أمس، أمام مقر المنظمة ودخلوا إلى مكاتبها، للمطالبة بإغلاقها نهائياً وطردها من تونس، بسبب ضلوعها في نشر التطرف ودعم الإرهاب في البلاد، قبل أن يلتحق مناصرو "النهضة" وبعض قيادات كتلة "ائتلاف الكرامة"، لمساندة المنظمة، ما أدى إلى حدوث مناوشات وتبادل للشتائم وتشابك بالأيدي وتدافع بين الطرفين حول المكان إلى فوضى عارمة، ما دفع الشرطة لاحقاً إلى التدخل وفض التجمع وتفريق المعتصمين، لتفادي أي تصعيد محتمل.وكانت القوات الأمنية استبقت تفريق المعتصمين بتنبيه بضرورة الامتثال لقرار حظر التجوال ومغادرة مقر الاعتصام، قبل أن تقطع التيار الكهربائي عن خيمة المعتصمين. وأكدت رئيسة "الدستوري الحر" عبير موسي، أن اعتصامهم سيتواصل رغم الاعتداء عليهم، مؤكدة أنها لن تغادر إلا ميتة. واتهمت، قوات الأمن بالاعتداء بعنف على أنصارها، مؤكدة اعتصامها في مقر المنظمة التي تصفها بـ "الإرهابية".من ناحية ثانية، أعرب الرئيس قيس سعيد، خلال لقائه مع أمين عام "حركة الشعب" زهير المغزاوي، وأمين عام "التيار الديمقراطي" غازي الشواشي، عن استعداده لاحتضان أي حوار "على ألا يكون على غرار الحوارات السابقة، وعلى ألا يشارك فيه إلا من كان مؤمناً باستحقاقات الشعب".وأكد، "إمكانية إيجاد صيغ جديدة تتيح للشباب من كل أرجاء تونس المشاركة في هذا الحوار حتى يكون عنصراً فاعلاً فيه، وقوة دفع واقتراح".
وبشأن استمرار الصراع السياسي بين الرئاسات الثلاث، شبه الرئيس الأزمة بـ "حرب الاستنزاف الطويلة"، مضيفاً: "هي حرب استنزاف طويلة أرادوها من أجل المناصب والأموال، لكن ليتأكدوا أن محاولات الاستنزاف فاشلة ومآلها مزبلة التاريخ".وأشار، إلى أنه يتعرض لمحاولات من التشكيك، مشدداً على أنه لن يتراجع عن مواقفه وثوابته ومبادئه.وأوضح، أن "الدولة تمر بمرحلة صعبة وصعوبتها آتية من الأوضاع الداخلية التي هي نتيجة لجملة من الاختيارات التي تم الإبقاء عليها رغم أن التاريخ أثبت فشلها"، وذلك في إشارة إلى "النهضة" الموجودة في السلطة منذ نحو عشر سنوات، وفشلها في تحسين أوضاع التونسيين.في سياق آخر، انتقد أمين عام اتحاد الشغل نور الدين الطبوبي، أمس، ضعف الدولة، مؤكداً أن "تونس لأبناء الشعب، ولن نتركها للمراهقين السياسيين الجدد".