الجمعة 20 سبتمبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

اشتروا دسمان!

Time
الخميس 10 مايو 2018
View
5
السياسة
طلال السعيد

باختصار شديد، مطلوب من الحكومة شراء قصر دسمان، مهما بلغ ثمنه في حال بيعه بالمزاد، كما نشر في الصحافة المحلية وفق حكم المحكمة، فالحكومة تملك الملاءة المالية التي تمكنها من شراء القصر بدلا من بيعه بالمزاد العلني للبنوك او الشركات العقارية التي سوف تقسمه وتبيعه كأراض تجارية واستثمارية، فالأرض هناك يسيل لها لُعاب التجار، فهي غالية جدا، وتباع بالـ"فوت"، وليس بالمتر، وموقع القصر في غاية الأهمية، ومغر جدا، ويعتبر مكسبا للمستثمرين، حتى لو شكلوا بينهم اتحادا عقاريا لشراء ذلك القصر الذي سوف يحقق لهم ربحا مضاعفا، بعد تقسيمه أو تقطيعه لا فرق!
كلنا نعلم ان لهذا القصر أهمية كبيرة في تاريخ الكويت المعاصر والسابق، واهميته تجعل الاحتفاظ به كما هو واجب وطني، ومهم جدا للكويت، ولا بد من المحافظة عليه، أو على الأقل تحويله الى متحف تاريخي.
نحن لا ننكر حق الورثة في تسلم نصيبهم الشرعي من التركة، وهذا الحق يقرّه الشرع والدين الحنيف، خصوصا بعد صدور حكم المحكمة بوجوب تقسيم التركة بين الورثة، وحتى لو لم يكونوا بحاجة الى المال، إلا ان هذا حقهم الشرعي الذي لا ينازعهم فيه أحد، ولو كان أحدنا في مكان واحد منهم لطالب بحقه من التركة، وليس هناك من يستطيع منهم استدخال القصر بعد ان يخرج الورثة نظرا لارتفاع سعر الارض في منطقة دسمان التجارية، التي تباع بالـ"فوت"، ويشغل القصر جزءا كبيرا منها، لكي يبقى دسمان عامرا، كما هو لا بد من ان تشتريه الحكومة، وليس غيرها، فهي التي سوف تحافظ عليه، بل وتضيف اليه، ما يبقيه معلما تاريخيا، كما عملت بقصر السلام أو ساحة العلم!
لكن ان يباع هذا المعلم التاريخي بالمزاد العلني لتجار يغيرون معالم تلك المنطقة التاريخية، بتحويلها الى منطقة تجارية واستثمارية، يسكنها الوافدون والعزاب بعد ذلك العز الذي شهده ذلك القصر، ففي ذلك إهانة للكويت وأهل الكويت وتاريخ الكويت العظيم.
ليست هناك دولة تتنازل عن تاريخها مهما كان الثمن، وقصر دسمان جزء مهم من تاريخ بلدنا، سكنه حكام الكويت على مر السنين، وشهد اتفاقيات تاريخية كانت بمثابة نقاط تحول في تاريخ الكويت، وشهد كذلك مواقف عظيمة كبيرة لحكام سكنوه وزاره كثير من زعماء العالم، وأقيمت فيه موائد وولائم لم يشهد مثلها التاريخ، وبايع أهل الكويت في هذا القصر حكامهم.
هذا قليل من كثير، لذلك نرى ان التنازل عنه أمرا غير مقبول، فليست هناك دولة تتنازل عن تاريخها!
كم نتمنى لو اشترت الحكومة هذا القصر المهم التاريخي، فليست هناك خسارة مهما بلغ ثمنه، فأرضه ذهب، وتستطيع ان تحوله الى متحف تاريخي، او تجعل منه قصرا لمن يحكم الكويت، فهناك الف رأي ورأي للاستفادة من قصر دسمان بعيدا عن بيعه للتجار، وبالتالي تقسيمه قطعا بين التجاري والاستثماري.
ونقول للحكومة الرشيدة لكي لا نفقد الهوية الكويتية اشتروا دسمان قبل ان يسبقكم التجار اليه... زين.
آخر الأخبار