الأحد 29 يونيو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

اصرف ما في الجيب... وقد لا يأتيك ما في الغيب!

Time
الأربعاء 09 نوفمبر 2022
View
5
السياسة
علي أحمد البغلي

توسمنا ولا نزال خيراً في مجلس وزرائنا الحالي بقيادة الشيخ أحمد النواف، لكن يظهر أن بعض أعضائه يريد التنافس مع بعض النواب الذين منعوا مؤخرا من أداء دور المناديب، فاتجهوا لناحية اسعاد ناخبيهم مالياً وفقاً للقول الشائع "مال عمك ما يهمك ".
فقد فوجئنا والكثيرون بمئات الملايين يقرر صرفها من قبل الحكومة لمواضيع غير ملحة بالمرة في بلد وصل لمستوى"تَلَشْ" تقريبا في معظم مستويات المعيشة من تعليم وصحة وبنية أساسية، وارتكاب جرائم واقتراف فساد ولصوصية أكبر وأسمنها من موظفي القطاع الحكومي"كبارهم وصغارهم" الى تجار تملأ مئات الملايين حساباتهم في الداخل والخارج.
300 مليون دينار أي نحو مليار دولار ستصرفها الحكومة الرشيدة الحالية على من لم يخرج اجازة من موظفيها المحترمين، مع أن هؤلاء في شبه اجازة طوال السنة، فالموظف الحكومي لا يداوم حسب الاحصاءات الرسمية أكثر من 35 في المئة من وقت الدوام ، حتى لو كانت هناك بصمة.
وزميلنا السابق عادل الصبيح "صح لسانه" يقول: "قليل من الرشد وقليل من الوعي يعلمك أن 300 مليون د.ك سنويا لشراء الاجازات، يكفي لتوظيف أكثر من 16 الف كويتي من حديثي التخرج يبحثون عن عمل، الله عليكم، أيهما أولى؟ موظف ينعم بوظيفة ويبيع اجازاته، أم شاب تخرج حديثا يبحث عن عمل" ؟؟ انتهى.
ونحن نقول لأخينا عادل "صح لسانك " فالاجازة حق من حقوق الموظف الانسان، يجب اجبار الموظف عليها حتى يأخذها ليحسن مزاجه وعمله، فالموظف الكويتي حتى لو لم يسافر كالعادة ، فالإجازة المنزلية والمجمعاتية والشاليهاتية والعائلية تفيده كثيرا، وتفيد أفراد عائلته أكثر من الانواط النقدية البنكية التي ستهبه اياها حكومته الرشيدة الجديدة.
* * *
الرشيدة الجديدة لم يقتصر سردها لأموالنا التي تؤكل بالفساد والمصاريف غير المبررة
والمبالغة في تكلفة استخراج وبيع النفط مصدر دخلنا الوحيد والعشرات من الفئات الأخرى، فامتدت يدها هذه المرة لصرف مبلغ مماثل – أي نحو 300 مليون دينار – لصرف ما سمته بمكافأة الصفوف الامامية لنحو ثلثي القطاع الحكومي في زمن كان الحد الاقصى لتواجد الموظف في مكان عمله هو 30 في المئة من الاجمالي.
ونقول للحكومة الرشيدة إن وزيرها شيخ الصحة السابق أبقى كل موظفي الدولة والقطاع الخاص في منازلهم، ولم يعمل الا البعض من رجال الشرطة وموظفي وزارة الصحة بالمستشفيات.
وقد كانوا راضين بتلك الاعمال لأهل الكويت وقاطنيها، وهذه هي أخلاق أهل الكويت ، رأيناها قبل أن نرى وجوه وزرائنا الجدد أثناء الغزو الصدامي الغاشم لبلدنا الحبيب ، فقد كانوا يجلبون لنا الطعام، ويخبزون، ويعطوننا الاموال ويضحون بحياتهم في سبيل خدمة أبناء شعبهم وقاطني بلدهم، وبالتالي لم يطالبوا بما سميتموه مكافأة الصفوف الامامية حتى لمن يجلس في مكتبه، بل هذا ما اقترحه نواب دغدغة المشاعر ورضخت له مؤخرا
"حكومة الفسفسة" حتى لو صرفت ما في الجيب وقد لا يأتيها ما في الغيب".
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

وزير، ونائب سابق
آخر الأخبار