طلال السعيد"اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا منهم سالمين"، هذا دعاء مأثور يدعوه المؤمن حين يبتلى في صراع داخلي في مختلف شؤون الحياة، سواء في بيته، أو وظيفته، أو في مجتمعه، أو في وطنه، وما أكثر الصراعات التي نسمعها ونقرأها ونقرأ عنها هذه الأيام في وطننا، وكأن أطراف تلك الصراعات قد ملكوا الأرض وأصبح خلافهم على اقتسامها، أو أنهم لا شغل لهم إلا البحث عن شيء يختلفون عليه، فهم لا يعيشون في الجو الصحي، ويختفي دورهم تماما حين تستقر البلاد ويهدأ العباد!وإذا كان كل ما يقال عن التسريبات صحيحا، ولو أنها خرجت من مصدر غير ثقة، إلا أنه لم يأت بها من جعبته، إلا أن هناك من أوصلها له لينشرها، ولا يأمن الذي أوصلها أنه سينقلب عليه قريبا، ويشهر به كما شهر بغيره، فمن أحب من أجل المادة فسوف يبغض عند فقدانها بلا شك وريبة، فلا يفرح من كان كشفها لمصلحته، حتى إن كانت صحيحة، فما هي إلا أيام وينقلب الذي تبنى التسريب عليهم، فمثل هؤلاء لاعهد لهم!العقلاء من أهل الكويت لا تهمهم مثل تلك التصريحات، ولا يلتفتون إليها، فهي فقاعات يتحدث الناس عنها فترة ثم ينشغلون بغيرها بعد أن تصبح قديمة، لكن ما يهم في الموضوع كله أن هناك من يتعمد زرع الفتنة والشقاق داخل المجتمع الكويتي، وضرب اللحمة الوطنية عامدا متعمدا، وهو قد يربح من وراء ذلك، لكن ربحه بالتأكيد موقت، فلا بد أن يذوق مرارة الخسارة بسبب المصدر المشبوه نفسه، لكن الخاسر الحقيقي هو المواطن البسيط الذي يبحث عن الأمن والاستقرار، ويكره القيل والقال، وكثرة السؤال. أما خسارة الوطن فهي الخسارة الكبيرة، فلا إبداع من دون استقرار، وهؤلاء لا يريدون لنا أن نستقر، وخسارة الوطن تنعكس على المواطنين الذين لا ناقة لهم في هذا الصراع ولا جمل.المشكلة لم تعد في الأطراف المتصارعة فقط، بل في الجهلة الذين يتبعون هذا ويتبعون ذاك، ويرددون ما يسمعون من دون فهم ولا تفكير في عواقب الأمور، وانعكاسات هذا الصراع على وطننا الذي لا يستحق ما نفعله فيه، لذلك نقول ونردد: اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا منهم سالمين...آمين.
[email protected]