الاثنين 23 يونيو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

اعتقالات جديدة في إيران وعنف دموي وإعدامات ميدانية في الأهواز

Time
الثلاثاء 26 نوفمبر 2019
View
5
السياسة
طهران، عواصم - وكالات: أعلن قائد قوى الأمن الداخلي في محافظة كرمانشاه الإيرانية علي أكبر جاويدان أمس، اعتقال 12 من المتظاهرين، بتهمة الضلوع في "أعمال الشغب" في مدينتي كرمانشاه وجوانرود، موضحا أن التهم المنسوبة إلى المحتجين الذين تم اعتقالهم، هي تحريض المواطنين على إثارة الشغب والفوضى وتخريب الممتلكات العامة والاعتداء على رجال الشرطة.
من جانبه، أعلن المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان حسين نقوي حسيني، أن السلطات اعتقلت حتى الآن سبعة آلاف من المحتجين، بينما أشار قائد قوى الأمن الداخلي في محافظة فارس رهام بخش حبيبي، إلى اعتقال 15 من العناصر الرئيسية الضالعة في ما سمَّاه "أعمال الشغب" في شيراز، في إشارة إلى الاحتجاجات.
بدوره، أعلن المتحدث باسم منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة شاهين قبادي، على "تويتر"، أن العدد المؤكد لقتلى المحتجين في إيران بلغ 400 شخص، لافتاً إلى أن العدد الفعلي أعلى من ذلك.
على صعيد متصل، أكد تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية، أن عشرات المحتجين في إيران قضوا، عبر القنص من فوق الأسطح، والمروحيات، وملاحقتهم في الطرقات بالهروات والعصي.
وفي فيديو بثته على حسابها على "تويتر" فجر أمس، أظهرت بعض المشاهد الصادمة كيف تمت ملاحقة المحتجين الذين نزلوا إلى الشوارع، اعتراضاً على ارتفاع أسعار البنزين بشكل كبير.
كما لفتت إلى أن بعض الجثث كما الجرحى "سحبوا" من المستشفيات، مؤكدة مقتل نحو 140 محتجاً وفقاً لتقارير موثقة.
وقالت المنظمة، إنه "وفقاً لتقارير موثوق بها أن عدد القتلى نحو 143 شخصاً. وقد نجمت جميع الوفيات تقريباً عن استخدام الأسلحة النارية"، لافتة إلى أن أحد الأشخاص قضى بعد استنشاقه الغاز المسيل للدموع، وآخر بعد تعرضه للضرب.
وتابعت: "نعتقد أن عدد القتلى أعلى بكثير"، مشيرة إلى أن التحقيقات حول ذلك ما زالت مستمرة. كما دعت المجتمع الدولي إلى إدانة إراقة الدماء.
وأفادت بأن "مقاطع الفيديو التي تم التأكد منها، تظهر أن قوات الأمن أطلقت النار عمداً على متظاهرين غير مسلحين من مسافة قصيرة. وفي بعض الحالات، أطلقت النار على المتظاهرين أثناء فرارهم. كما تظهر أن قوات الأمن أطلقت النار من فوق أسطح المنازل"، موضحة أن الحملة نفذتها الشرطة و"الحرس الثوري" و"الباسيج" وغيرهم.
من جانبه، قال رئيس قسم أبحاث الشرق الأوسط في المنظمة فيليب لوثر، إن "رد فعل المجتمع الدولي الحذر للقتل غير القانوني للمتظاهرين غير كافٍ على الإطلاق"، مشدداً على وجوب إدانة عمليات القتل هذه بأقوى العبارات الممكنة، ووصف الأحداث كما هي عليه، ألا وهي "الاستخدام القاتل وغير المبرر بتاتاً للقوة بغية سحق المعارضة".
إلى ذلك، كشفت مصادر محلية في الأهواز، أن قوات الأمن و"الحرس الثوري" الإيراني نفذوا إعدامات ميدانية ضد شبان متظاهرين في إقليم الأهواز، عندما سقطت بعض المناطق بيد المحتجين خلال احتجاجات الأسبوع الماضي، التي تم قمعها بعنف دموي في أنحاء إيران كافة. وأكدت المصادر أن المحتجين العرب سيطروا على بلدات ومناطق في الإقليم عدة، منذ مساء السبت في 16 نوفمبر الجاري حتى قمعها يوم الجمعة الماضي، وذلك بعدما قامت قوات الأمن باستخدام القوة المفرطة لتنفيذ اقتحامات وعمليات إنزال خاصة في منطقتي معشور والفلاحية.
وقال ناشطون إن قوات النظام قامت بمحاصرة نحو 20 متظاهرا في مدينة الفلاحية، بعد أن هربوا إلى الهور (المستنقع المائي) في محيط المدينة وقامت بإعدامهم رميا بالرصاص، وذلك ردا على مقتل عنصرين من الأمن الإيراني وجرح قائد قوات "الحرس الثوري" في المدينة أثناء اشتباكات مع المحتجين.
أما العدد الأكبر من القتلى وعددهم 24 متظاهرا، فسقطوا خلال اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وميليشيات "الباسيج" وقوات الأمن الإيرانية في مدينة معشور (ماهشهر بالفارسية)، حيث قتل النقيب بالقوات الخاصة رضا صيادي، في اشتباكات مع المتظاهرين حين أغلق شبان الطرق المؤدية إلى منشآت البتروكيماويات، التي باتت المصدر الوحيد لصادرات إيران غير النفطية.
وشاركت في عمليات الاقتحام القوة البحرية للحرس الثوري، ومقرها في ميناء معشور المطل على الخليج العربي، وكذلك قوة اللواء 7 بالقوة المدرعة التي استخدمت الدبابات لمحاصرة المدينة.
أما في مدينة الأهواز، عاصمة الإقليم، فقال ناشطون إنه بعد قمع النظام للمظاهرات السلمية التي تمركزت في أحياء وسط المدينة، في الليلة الأولى والثانية، بدأت قوات الأمن و"الحرس الثوري" بإطلاق النار وإلقاء القنابل المسيلة للدموع، كما نفذت اعتقالات عشوائية بين المتظاهرين، وعمدت إلى ضربهم بالعصي والهراوات حتى النساء والأطفال لم يسلموا، عندها قامت مجموعات من المتظاهرين بالاعتصام وقطعت الطرق أمام قوات النظام.
وأوضحت المصادر أن المحتجين في المدينة ردوا بإلقاء الحجارة وإغلاق الشوارع، وحرق الإطارات وحاويات القمامة وتشييد بعض السواتر الترابية، وتمكنت مجموعات من الشباب من السيطرة على أحياء كوت عبدالله والزوية والزرقان والملاشية والدائرة ومندلي وشيبان، مشيرة إلى أن أهالي المدينة فتحوا أبوابهم للمعتصمين وقدموا لهم الغذاء والدواء والحاجات الأساسية، كما آووا الملاحقين من قوات النظام.
وأكد الناشطون الأهوازيون أن عمليات حرق البنوك والسيارات الشخصية للمواطنين، قامت بها ميليشيات "الباسيج" بهدف إلقاء التهم على المحتجين وتبرير قمعهم.
وقالوا إن مبنى الإذاعة والتلفزيون في الأهواز، أغلق أبوابه ومنح عطلة للموظفين ثلاثة أيام خوفا من احتلاله من قبل المنتفضين، مشيرين إلى أن قطع الإنترنت وضعف التنسيق وتشتيت المجموعات المنتفضة، أضعف تركيز المحتجين في السيطرة على المناطق، حيث تمكنت قوات النظام من فصل المناطق عن بعضها بعضا الواحدة تلو الأخرى، حتى سقط آخر معاقل المنتفضين.
وتحدثوا عن وقوع حرب شوارع خلال الأيام الأولى بين قوات النظام والمحتجين، حتى تحولت إلى عمليات كر وفر خلال الأيام اللاحقة والتي لا تزال مستمرة بين الفينة والأخرى، بحسب الناشطين.
وقال الناشطون العرب إن النظام الإيراني أدخل فرق القوات الأمنية والعسكرية كافة، وحول الإقليم ولا يزال إلى ثكنة عسكرية، مستخدماً مختلف أنواع الأسلحة، ما أدى إلى مقتل نحو 70 شخصا أثناء الاحتجاجات، واعتقل نحو ألف متظاهر بينهم نساء وأطفال، وأضافوا أن قوات "الحرس الثوري" استخدمت منذ الأيام الأولى للاحتجاجات ولا تزال تستخدم الطائرات المسيرة بدون طيار لرصد المحتجين، وتصويرهم قبل أن تتم عمليات المداهمة والاعتقالات.


النقيب بالقوات الخاصة الإيرانية رضا صيادي في اشتباكات مع المتظاهرين في معشور (أ ب)
آخر الأخبار