عمادي: الجائزة أضحت معلماً حضارياً ودلالة قاطعة على تضلع ولاة الأمر بحب القرآن وخدمة كتاب اللهتحت رعاية سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد أقيم صباح أمس حفل افتتاح جائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم وقراءاته وتجويد تلاوته في دورتها الـ11 بفندق الريجنسي.وأناب سموه رئيس ديوان سمو ولي العهد الشيخ أحمد العبدالله لحضور الحفل، وكان في استقباله وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية رئيس اللجنة العليا للجائزة المهندس فريد أسد عمادي وأعضاء لجنة المسابقة.وبدأ الحفل بالنشيد الوطني ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم بعدها ألقى م. عمادي كلمة قائلاً: إن الكلمات لتقف على لساني عاجزة عن التعبير فرحا وسرورا، وغبطة وابتهاجا ونحن نرى جائزة الكويت الدولية تنمو باسقة لتغدو معلما من أهم المعالم الثقافية العالمية تحت رعاية كريمة سامية، وإن مشاعر الود والكرم لتتداخل مرحبة بضيوف دولة الكويت المشاركين في الجائزة من الأقطار المختلفة، والاعمار المتباينة حفاظا وقارئين، تحملوا العناء ومكابدة الاسفار من أجل التنافس الإيجابي، والتسابق الخيري على أرض الكويت التي عرف عنها كرم الرفادة وطيب المقام.وأكد عمادي أن الجائزة أضحت اليوم معلما حضاريا، وإنجازا عمليا، ودلالة قاطعة على تضلع ولاة أمر الكويت بحب القرآن، وخدمة كتاب الله، ليس فقط في تيسير تلاوته، وإكرام حفظته فحسب، وإنما في الحرص على نشر قيمه، وتدريس أحكامه، وتفقيه الناس بما فيه من فضائل واخلاق، من خلال رعاية المساجد، وإنشاء دور القرآن، ونشر المصاحف، وإفساح المجال لمؤسسات العمل الخيري، والدعوي الراشد، لما رأوا في ذلك من التمسك بالأسباب الحقيقية لقوة الكويت، وحفظ كيانها ووحدة صفها، وحماية ديارها وتعايش أهلها في ظل معاني الوسطية والاعتدال التي جاءت تعززها آيات القرآن وأحكامه الكلية.وأضاف: أحد عشر عاما والكويت تنير أفئدة العالم وترسل نور القرآن إلى قلوب أهل الأرض يسطع ويشع، وينير ويضيء، أحد عشر عاما والألسنة تلهج على ثرى الكويت بتلاوة كتاب الله المجيد في تدبر وتجل، تجويدا وحفظا وتباريا وتنافسا، أحد عشر عاما وجائزة الكويت الدولية للقرآن الكريم تضيء منابر يتوافد إليها حفظة كتاب الله المجيد من كل أصقاع العالم، إعلاما للدنيا بأسرها أن الأمة ستظل مستمسكة بكتاب ربها سبيلا للنجاة وطريقا للنهوض.وقال: إن المستعرض لتاريخ أمتنا عبر أزمانها المختلفة ليرى بدلالة قاطعة أثر القرآن في مسيرتها الحضارية، وأثر القرآن في حياة المسلمين وتاريخهم، إذ في ضوئه تشكلت أمتنا، وفي ظل أحكامه نشأت حضارتنا، وعلى قيمه تكونت ثقافتنا، فلقد كان القرآن لنا منهج حياة كامل، ودليل عمل ناجع، ومصدر قيم فاعلة، ودستور إصلاح عادل، وبناء عقيدة صحيحة، ومصدر تشريع راشد، أقام لنا الأمة، وبنى الحضارة، وشكل الثقافة، وكان محل الوحدة الجامعة، والمشروعية الكبرى، ليس هذا فحسب، بل كان فوق ذلك منطلق النهوض، والحصن من السقوط، والوقاية من الذوبان والحماية من الاندثار وذهاب الريح، فكم من الأمم والحضارات سادت ثم بادت إلا الأمة المسلمة، التي هي بالقرآن نشأت وبآياته حفظت وبقيمه استعصت على السقوط، وأبت الانحسار، وقاومت الانزواء، وصدق الله إذ يقول: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).وأضاف عمادي: وإذا كنا نجتمع اليوم في حفل افتتاح جائزة الكويت الدولية فينبغي ألا يكون احتفالنا مقتصرا على حفظ النص، وترتيل الأحكام، واستظهار الآيات والسور فحسب، ولكن ينبغي أن تدور حياتنا حول القرآن ومقاصده، وما فيه من مكونات الهوية المسلمة الأصيلة، فإن أخطر ما يمكن أن يصيب أمة من الأمم هو أن تفقد هويتها الحضارية، التي هي أثمن ما يمتلكه أي مجتمع من المجتمعات، فقد تصاب المجتمعات بكوارث تقضّ مضجعها وتؤرِّق اطمئنانها وتجلب لها المعاناة والعنت، لكنها -ومع ذلك- تستطيع أن تواجه تلك الكوارث ما دامت متمسكة بهويتها الأبية وعقيدتها الراسخة.وقال: للعام الحادي عشر على التوالي، وبفضل الله تعالى، ثم بفضل سمو أمير البلاد، وبدقة متناهية في التنظيم، وتميز رائع في الأداء، وبحفاوة بالغة في الاستقبال، وبرفادة كريمة لائقة بأهل القرآن، تشرق شمس الكويت على العالم بالجائزة الدولية للقرآن الكريم، التي بلغ عدد المشاركين فيها ما يزيد عن 130 متسابقا في الحفظ والتجويد، و30 متسابقا في المجال التقني، يمثلون 70 دولة من مختلف أرجاء العالم الإسلامي والمجتمعات والأقليات المسلمة في بلدان غير إسلامية، في مشهد عالمي رائع يبرز اعتناء الكويت كدولة محبة للقرآن، ومقدرة لأهله وساعية إلى حفظه وعنايته، شاكرة للرب تعالى على ما أسدى إلينا من نعم، وما امتن به علينا من فضائل.وفي ختام كلمته أكد أنه: لا يسعني إلا أن أتوجه بالدعاء الخالص والشكر الجزيل لسمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد على رعايته الكريمة للجائزة، كما يسرني أن أتوجه بالشكر الجزيل لسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد على دعمه لهذه الجائزة المباركة، كما أتوجه بالشكر الجزيل لرئيس ديوان سمو ولي العهد الشيخ أحمد العبدالله على تشريفه وافتتاحه هذا الحفل المبارك ممثلا عن سمو الأمير، كما لا يفوتني أن أشكر وزير العدل ووزير الدولة لشؤون تعزيز النزاهة ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المستشار جمال الجلاوي على دعمه الكبير ومتابعته الحثيثة لفعاليات الجائزة، والشكر موصول كذلك للجنة العليا واللجان الفرعية للجائزة على ما قاموا به من جهد متواصل حتى بلغت الجائزة ما بلغت من التميز والإجادة، ولكل من أسهم ولو بجهد يسير في نجاح هذا العمل العظيم.

ممثل سمو الأمير يدون كلمة في سجل الشرف

الشيخ أحمد العبدالله خلال جولة في المعرض المصاحب

وكيل "الأوقاف" فريد عمادي يلقي كلمته