اقلبوا الصفحة

طلال السعيد

الإقبال على الانتخاب هذه المرة فاق المتوقع، فلم يكن اكثر المراقبين يتصورون ان الحضور سيكون بهذه الصورة، ولكن يبدو ان الخطاب التاريخي الاميري كان له اثره الكبير على الشعب الكويتي الذي تفاعل مع دعوة تصحيح المسار، ونرجو ان تكون تدفع مخرجات الانتخابات الاخيرة نحو تصحيح المسار بالفعل حتى وان كانت المؤشرات تقول عكس ذلك، فقليل جدا هم المتفائلون فلايزال "مرزوق" رغم عدم ترشحه يشكل للبعض هاجسا يشغلهم عن ممارسة دورهم الفعلي، ولايزال بعض الناجحين عاجزا تماما عن قلب الصفحة.
كل ما نرجوه ان تقرأ الحكومة بشكل جيد نتائج الانتخابات، كذلك مطلوب ممن يكلف بتشكيل الحكومة المقبلة ان كان سمو الرئيس الحالي او كلف غيره فمن المهم جدا ان يعيد قراءة نتائج الانتخابات اكثر من مرة ويجتمع مع الناجحين مجموعات او افرادا ليسمع وجهة نظرهم وتطلعاتهم، ويشكل الوزارة على اساسها، فالموضوع يحتاج الى تأن حتى لو طلب تمديد فترة المشاورات لاكثر من اسبوعين الفترة التي نص عليها الدستور، اذ لابد من التعامل مع كل عضو على اساس انه يمثل حزبا وحده في ظل عدم وجود الاحزاب باستثناء الاخوان والسلف و"الثقافية"، فكل ناجح من الناجحين حزب وحده وله اجندته ولديه وعود قطعها على نفسه سوف يحرص على تحقيقها للناخبين ولا اتصور ان "المشاغبين" قد اختفوا من قائمة الناجحين كذلك نواب الخدمات هذا طبعا خلاف الاجندة الحزبية التي سوف تركب موجة الاغلبية لتحقيق مصالحها العليا.
الواضح ان الرئاسة حسمت بفوز السعدون ولكن يجب ان يكون للحكومة دور في اختيار نائب الرئيس لتحقق التوازن المطلوب، ومهم جدا ان يعلم الجميع ان دستور الكويت الذي انتخبناهم بناء عليه ينص على ان التعاون بين السلطتين هو الاساس وليس التناحر.
كان هناك مرشحون مقبولون وطرحهم هادئ وعملي مدعوم بحجج وبراهين لم يحالفهم الحظ بالنجاح ونجح بعض اهل الصراخ والصوت العالي واصحاب "تكفون" والذين يشتم بعضهم بعضا رغم كره المجتمع الكويتي بشكل عام لهذا الطرح وهذا مالا نجد له تفسيرا ففي الوقت الذي يمقت جميع الناخبين، وفي جميع المناطق الطرح المتطرف والصراخ والتهديد والوعيد في الوقت نفسه يصوتون لاصحاب هذا الطرح بارقام كبيرة بينما يقف على الحافة اصحاب الاطروحات الهادئة والعملية.
مهم جدا ان يعلم من اصبح عضوا في مجلس الامة انه يمثل من صوت ومن لم يصوت له وانه يمثل كل مناطق الكويت، وليس فقط منطقته الانتخابية ويتصرف على هذا الاساس اما صيحات التشفي فقد فات وقتها، ولم تعد تعجب أحدا وياليتهم كلهم يقلبون الصفحة هذا طبعا ان استطاعوا... زين.