اكتشاف جمجمة وحش بحري هائل

يعد هذا اكتشافًا رائعًا لوحش البحر الضخم، البليوصور، من الساحل الجوراسي في دورست. توفر الحفرية التي يبلغ طولها مترين، وهي واحدة من أكثر العينات اكتمالا من نوعها التي تم العثور عليها على الإطلاق، رؤى جديدة لحياة هذا المفترس القديم الذي كان يجوب المحيطات منذ حوالي 150 مليون سنة.

ويعرض هذا الاكتشاف، الذي سيُعرض في برنامج ديفيد أتينبورو على قناة بي بي سي وان، جمجمة البليوصور الضخمة والمحفوظة جيدًا. يرتبط الفك السفلي والجمجمة العلوية ببعضهما البعض، مما يوفر مستوى من التفاصيل نادرًا ما يوجد في مثل هذه الحفريات في جميع أنحاء العالم. حجم الجمجمة، وهو أطول من طول معظم البشر، يؤكد الحجم الهائل للمخلوق.

كان البليوصور، بأسنانه الحادة البالغ عددها 130، حيوانًا مفترسًا هائلًا تحت الماء، ويُشار إليه غالبًا باسم "تي ريكس تحت الماء". يبلغ طوله من 10 إلى 12 مترًا ومجهزًا بأطراف قوية تشبه الزعانف، وكان المفترس الأعلى في المحيطات القديمة، حيث كان يفترس العديد من الكائنات البحرية، بما في ذلك البليزوصورات والإكثيوصورات وحتى البليوصورات الأخرى.

تعتبر عملية الاكتشاف غير عادية، حيث تبدأ بفرصة العثور عليها من قبل عشاق الحفريات على طول خليج Kimmeridge. كانت الحفرية ثقيلة جدًا بحيث لا يمكن حملها، مما يتطلب نقالة مؤقتة لنقلها. تضمنت أعمال التنقيب اللاحقة الهبوط من قمم الجبال على منحدر صخري، مما سلط الضوء على التفاني والمهارة اللازمة لاستعادة مثل هذه العينات الدقيقة.

لا تكمن أهمية الحفرية في اكتمالها فحسب، بل أيضًا في التفاصيل التي تكشفها عن تشريح البليوصور وسلوكه الغذائي. توفر الفتحات الدائرية الموجودة في الجزء الخلفي من الرأس نظرة ثاقبة على قوة العض القوية واستراتيجيات التغذية، والتي تفوق حتى تلك الخاصة بتماسيح المياه المالحة.

تشير سمات العينة، مثل الحفر الموجودة على الخطم لاكتشاف التغيرات في ضغط الماء وثقب العين الجدارية، إلى وجود حواس حادة ساعدت في صيد الفريسة. ويثري هذا الاكتشاف فهمنا لهذه الزواحف البحرية القديمة وهيمنتها في النظم البيئية في عصور ما قبل التاريخ.

تم التأكيد على الحاجة الملحة لاستكمال أعمال التنقيب بسبب بيئة التآكل السريع للجرف، مع احتمال فقدان الأجزاء المتبقية من البليوصور. سيتم عرض الحفرية في متحف Etches Collection في Kimmeridge، مما يوفر فرصة فريدة لتقدير ودراسة هذه العينة الرائعة.