الآسيوي والمخدرات

طلال السعيد

الكويت كلها فرحة بالقاء القبض على الاسيوي الذي رشق الدورية بالماء، اكثر من فرحتها بالقاء القبض على ضابط كويتي برتبة عالية يعمل في جهاز حساس ويهرب المخدرات!
أليس هذا هو العجب العجاب، نفرح بالصغيرة ونتجاوز الكبيرة، لشعورنا ان هناك استعادة لهيبة الدولة التي نفتقدها بشدة، فحذف دورية الشرطة من قبل وافد يعتبر اهانة للكويت كلها، ولم يكن لدينا شك ان الداخلية سوف تلقي القبض على آسيوي ظهرت صورته واضحة، وهو يلقي بالون الماء على الدورية، وسوف نستغرب لو لم يلق القبض عليه، ولكي تكتمل فرحتنا كنا نتمنى لو ان الابعاد شمل رفاقه الكرام الذين كانوا معه وشجعوه على حذف الدورية، وكانوا فرحين بجرأته على شعار الدولة الذي تحمله الدورية، فليس هو وحده الذي يستحق الابعاد، فالذين معه يستحقون، ولو كان الابعاد بالجملة لكانت الفرحة اكبر بكثير؟
اما ضابط المخدرات الذي ضبط متلبسا فتلك حكاية كبيرة، لابد من التوقف عندها طويلا، رغم علمنا ان المتهم بريء حتى تثبت الادانة، فنحن نعلم علم اليقين ان المخدرات تزرع في لبنان وتصدر الى ايران باشراف "حزب الله" وبعلم المخابرات الايرانية، ومن ثم تصدر الى دول الخليج، لذلك لا بد من التوقف طويلا عند الحادثة، فالموضوع ليس فقط موضوع تهريب مخدرات، فالواضح ان الموضوع اكبر بكثير، ولا اريد ان اخوض بتفاصيل اكثر.
لكن طالما الاجهزة المختصة امسكت بطرف الخيط فعليها ان تسحب الخيط حتى تصل الى نهايته، فالذي بالفخ اكبر بكثير من العصفور، ولا يمكن ان تكون لعبة المخدرات هذه لعبة هواة نهائيا، ولكنها لعبة دولية كبيرة هدفها السعودية في الدرجة الاولى، ثم دول الخليج مع ملاحظة ان المخابرات تشترط على المتعاون معها الانتحار اذا تم القبض عليه، او انكشف امره لكي لا تنكشف الشبكة كلها.
لذلك لا بد من الانتباه، وتشديد الحراسة على كل المشتبه فيهم، ولعلها تكون الحلقة المفقودة في قضية كبيرة سابقة هزت الكويت كلها، كان بطلها من الجنسية الايرانية، فلا يستبعد توغل عناصر من المخابرات داخل المنظومة الامنية الكويتية، عن طريق غسل المال القذر، مال المخدرات.
ولعل ما يبدو الان ضربا من الخيال سوف تثبته التحقيقات، ما لم تحط بالسرية، وكما هو معلن اشتغلت الضغوط من كل جانب والله المستعان... زين.