* السديراوي: نتائج المشروع تندرج في إطار تنفيذ خطة التنمية "الكويت2035" * الزنكي: الدراسات العلمية تركز على تعزيز الإنتاج شبه التجاري باستخدام تقنيات صديقة للبيئةنجح باحثون مختصون بتربية الأحياء المائية من معهد الكويت للأبحاث العلمية في استزراع روبيان "الفانامي - ذي الأرجل البيضاء" على مستوى شبه تجاري في المزرعة النموذجية لتربية الروبيان في موقع كبد التابع للمعهد، وذلك باستخدام مياه قليلة الملوحة، بعد أن تم استقدام اليرقات من مملكة تايلند؛ في تجربة هي الأولى من نوعها في دولة الكويت. وأسفرت النتائج الأولية للمشروع عن إنتاج الروبيان بمتوسط 2 كيلوغرام/متر مربع. ويأتي ذلك في الوقت الذي يهيمن فيه استزراع الروبيان، وبخاصة "الفانامي"، على مجال استزراع الأحياء المائية على الصعيد العالمي؛ نظرا لسرعة نموه وتوجه الدول المنتجة للروبيان نحو تنمية الفصائل المقاومة للأمراض الفيروسية.وقال القائم بأعمال مدير عام المعهد د. مانع السديراوي إن نتائج هذا المشروع تندرج تحت إطار تنفيذ الخطة التنموية 2035 لدولة الكويت وتوجيهات مجلس الوزراء الخاصة بدعم وتطوير تقنيات استزراع الأحياء البحرية؛ مما له بالغ الأثر في دعم الأمن الغذائي الوطني.وأشار السديراوي إلى أن المعهد قام بتنفيذ العديد من المشاريع البحثية والمبادرات الحكومية لتطوير تقنيات الاستزراع المائي، ونجح من خلال مشروع "استزراع الروبيان ذي الأرجل البيضاء "L.vannamei" في المناطق الصحراوية باستخدام تقنية التكتل الحيوي" الذي موَّلته مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، ومن خلال مشروع "المزرعة الاقتصادية المستدامة باستخدام التقنيات الحديثة" بتمويل من الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية؛ في تطوير استزراع روبيان "الفانامي" المعروف بمقاومته العالية للأمراض وقدرته الممتازة على التكيف مع درجات ملوحة متفاوتة، مع إمكانية زراعته بكثافات عالية مما يعزز جدواه الاقتصادية.ومن جانبه، أفاد د. سمير الزنكي القائم بأعمال المدير التنفيذي لمركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية أن الدراسات تركز على تعزيز الإنتاج شبه التجاري باستخدام تقنيات صديقة للبيئة، وبالاستعانة بنوعين من الأنظمة "الأحواض الداخلية، والبحيرات الخارجية"؛ للمقارنة بينهما من حيث الإنتاج، لا سيما وأن نتائج تلك المشاريع سوف تسهم بشكل فعال في جذب المستثمرين والنهوض بهذا القطاع الناشئ.وفي غضون ذلك، بيَّنت د. عفاف الناصر مدير إدارة العمليات بمركز أبحاث البيئة ورئيس لجنة متابعة برنامج عمل الحكومة وخطة التنمية، أن هذا النجاح يرجع إلى العمل والاجتهاد المتواصل من قِبل الكوادر الوطنية في المركز، إذ استمر عطاؤهم لأكثر من 7 سنوات بغية تطوير تقنية استزراع الروبيان في بيئة صحراوية شديدة القسوة، وباستخدام مياه شحيحة تندر فيها الأيونات الأساسية لنمو الروبيان بشكل منتظم.وفي هذا الصدد، أكد د. محسن الحسيني مدير برنامج الزراعة المائية بالوكالة بمركز أبحاث البيئة أن الاستزراع المائي في المياه قليلة الملوحة يعتبر من أصعب أنواع الزراعة المائية؛ نظرا لعدم انتظام التركيبة الأيونية للعناصر المهمة جدا لنمو الروبيان مثل: المغنيسيوم، والكالسيوم، والصوديوم، والبوتاسيوم.وبدورها ذكرت د. شيرين السبيعي باحث علمي مشارك بمركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية ورئيس مشروع "استزراع الروبيان ذي الأرجل البيضاء في المناطق الصحراوية في دولة الكويت باستخدام تقنية التكتل الحيوي"، أنه خلال المشروع تم تطوير نظام التكتل الحيوي المعروف بالـ "بيوفلوك" الذي يصنف بأنه نظام مغلق لا يحتاج إلى تبديل المياه؛ إذ تُضبط جودة المياه فيه عن طريق الأحياء الدقيقة التي تقوم بالتخلص من المركبات النيتروجينية السامة الناتجة عن فضلات الروبيان والأعلاف الزائدة. وأوضحت أنه ومن خلال هذا النظام، تغدو زراعة الروبيان بكثافات عالية تفوق 200 روبيانة في المتر المربع ممكنة؛ مما يسهم في رفع الجدوى الاقتصادية للإنتاج.ومن جانبها ووصفت الباحثة ماجدة خليل مدير برنامج النظم البيئية الصحراوية في مركز أبحاث البيئة ورئيس مشروع "المزرعة الاقتصادية المستدامة باستخدام التقنيات الحديثة"، الوصول إلى التحكم الأمثل في تقنيات استزراع الروبيان المستدامة بأنه هدف أساسي؛ لا سيما مع الأخذ بالاعتبار الحفاظ على الجدوى الاقتصادية للإنتاج. وأشارت خليل إلى أنه تمت الاستفادة من المشاريع البحثية السابقة للمعهد في تحسين ورفع مستوى الإنتاج في المزرعة بشكل متكامل مع مكونات المشروع الأخرى للوصول إلى الاستدامة الاقتصادية المثلى.يذكر أن د.السديراوي أعلن سابقا أنه سوف يتم رفع التوصيات والمقترحات للجهات ذات الصلة؛ آملاً في الاستعانة بنتائج تلك المشاريع للنهوض بقطاع الزراعة المائية في دولة الكويت، وتحديد الحزم المناسبة للمزارعين أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والتي يمكن لها أن تلبي جانبا من احتياجات السوق المحلي.

جانب من استزراع مشروع روبيان الفانامي

نوعية جيدة مقاومة للأمراض وسريعة النمو والتكاثر