الجمعة 20 سبتمبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأجانب يجهلون حضارة العرب وينحازون للظالم إسرائيل
play icon
الأخيرة   /   كل الآراء

الأجانب يجهلون حضارة العرب وينحازون للظالم إسرائيل

Time
الخميس 19 أكتوبر 2023
View
103
أحمد الدواس

مختصر مفيد

يتباهى الأوروبيون بقراءة الروايات والمسرحيات، والأميركيون يعيشون يوميا حالات عنف وقتل، فالسلاح متفش بينهم، ومسموح حمله، لدرجة ان كثيرا من الأميركيين يرحل من بلده، ويستقر في أوروبا مثلا، ولما تسألهم عن منطقة الشرق يستهزئون بالعرب، ويمدحون الظالم إسرائيل.
ولما تكتب الصحف الأوروبية مقالات عن منطقتنا العربية تصف الأنظمة أنها استبدادية، تنتقص حق المرأة، كأن منطقة الشرق الأوسط ليس فيها سوى النساء، والحكم المستبد.
لا أحد في الغرب يتحدث عن الأخلاق الفاضلة للمرأة العربية، وان الإسلام أعطاها حقوقا ونصيبا في الميراث، مثلا، بينما تُحرم في أوروبا وأميركا من نصيبها في الإرث لأن الزوجة، أو الابن، أو العشيقة، أخذت الميراث بأكمله.
ترك هؤلاء الأخلاق الفاضلة للعرب والمسلمين، ولم يقرأوا التاريخ العربي، وانهالوا بالسخرية والاستهزاء علينا، ولما نكلت إسرائيل بالفلسطينيين في حوادث غزة الحالية، وارتكبت المجازر بحقهم، وقف الأوروبيون والأميركان الى جانب المعتدي الظالم.
بالأمس طعن أميركي طفلا فلسطينيا في ولاية إلينوي الأميركية، وأصيبت أمه بطعنات عدة، قائلا: "أنتم المسلمون يجب ان تموتوا"، كراهية للمسلمين لانهم يعتبروننا متخلفين خطرين إرهابيين، بينما هم ينطقون يوميا مئات، بل آلاف الكلمات العربية، ويكتبون الأرقام العربية.
كثير من الشعوب لا تعرف ان عشرات آلاف المسلمين يخدمون في الجيش الأميركي في أوروبا، وان المسلمين حاربوا بشجاعة في معركة وارسو عام 1656، من أجل بولندا، كما خدم المسلمون أيضاً في قوات الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية.
ولما حدث هجوم على معبد يهودي في أميركا في أكتوبر 2018 ومات 11 شخصا، والقاتل أميركي، وهو روبرت باورس، وعمره 46 سنة، جمع بعض المسلمين هناك 110 آلاف دولار، وأعطوها لأهالي ضحايا الحادث.
هذا الموقف الإنساني النبيل من المسلمين نـُشـِر في صحف أميركا وبريطانيا، ولم يعلق عليه سوى عدد محدود من القراء، والأمثلة الطيبة عنهم كثيرة.
إنكم تستهزئون بنا، وتصفوننا أننا غير متحضرين، فإليكم أيها الأوروبيون والأميركان خصوصا، صورة عن السلوك المتحضر للمسلمين، وهي قصة عمر بن الخطاب واليهودي، فعمر هو أول من جاء بفكرة التقاعد، ولم تكن أوروبا المتحضرة.
مر يوماً في سوق المدينة المنورة، ورأى شيخا كبيرا يسأل الناس، ويتسول طالبا المساعدة، فاقترب منه الفاروق وسأله: من أنت يا شيخ؟
قال: أنا يهودي عجوز، أسأل الناس الصدقة حتى أعطيكم الجزية، ولأنفق الباقي على عيالي.
فقال عمر متألماً: ما أنصفناك يا شيخ، أخذنا منك الجزية شابا ثم ضيعناك شيخا.
وأمسك الخليفة عمر بيد ذلك اليهودي وأخذه إلى بيته وأطعمة مما يأكل، وأرسل إلى خازن بيت المال و قال له: افرض لهذا و أمثاله ما يغنيه ويغني عياله.
فخصص له راتبا شهريا يكفيه، ويكفي عياله من بيت مال المسلمين، وأوقف عنه الجزية (الضريبة) إلى الأبد.
هذه القصة حدثت قبل 1400 سنة، لنا حضارتنا مثلما لكم حضارتكم.
لم تحدث في التاريخ مذابح دموية بين المسلمين واليهود، لا في منطقتنا ولا في إسبانيا العربية، وإعلامكم لايكتب أحداث المنطقة العربية بشكل محايد، بل منحاز لإسرائيل، ويقف الى جانب المعتدي.
إن القارئ الأجنبي يجهل ان بريطانيا استعمرت أرض فلسطين، ولما رحلت جلبت اليهود إليها لتكون بلدا لهم تنفيذا لوعد بلفورالظالم، ولما استقر هؤلاء فيها مارسوا كل أشكال القمع، والتعسف، بحق الفلسطينيين، حتى لو تطلب ذلك سفك الدماء.
إنكم تتباهون بحقوق الإنسان، فأين حق الفلسطينيين في أرضهم؟

أحمد الدواس

[email protected]

آخر الأخبار