الجمعة 27 سبتمبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

الأجيال القادمة ستلعن من تسبب بتخلف التنمية

Time
الأحد 28 مايو 2023
View
15
السياسة
نافع حوري الظفيري

استوقفني العنوان "العراق يسعى لإنشاء "طريق التنمية" بتكلفة 17 مليار دولار"، اذ رغم كل المشكلات التي يعاني منها، والميليشيات التي تتحكم بقراره، لكن هناك ارادة على السير في طريق يربط اسيا باوروبا، ويربط كذلك ميناء الفاو مع بطرق التجارة الاوروبية، علما ان ميناء مبارك الكبير، ومتوقف العمل به منذ سنوات، ولا احد في الكويت يدري ما هي الاسباب، ولماذا هذا التوقف؟
لا شك ان الارادة على التطوير لا تحتاج الى كثير من الكلام، والى مجالس نيابية او اجتماعات، ولجان وزارية، انما الى القرار، والعزيمة على التنفيذ، وتذليل كل العراقيل، فالكويت بما تملك من ثروة قادرة على التحول سريعا الى محطة استثمارية كبيرة، ولديها ايضا الامكانات ان يكون لديها اقتصاد ناهض ينافس بقية الاقتصادات في المنطقة، بل اكثر من ذلك، هي اساسا قامت على الان فتاح على الاخر، وهذا يؤهلها كي تستقطب المزيد من الخبرات والاستثمارات، وتتخلص من عقدة "هذا كويتي وهذا وافد"، لان الاساس هو الثقافة التي يقوم عليها المجتمع، وليس الحالة الطارئة، او تحكم البعض في الخطاب الاعلامي غير المنطقي.
فالمشروع العراقي، وكما قال المدير العام الشركة العامة لسكك حديد العراق يونس خالد، قبل ايام: "ان الإيرادات المتوقعة من المشروع تلامس خمسة مليارات دولار سنويا"،اي في غضون اربع سنوات يسترد المشروع تكلفته، ويمنح الحكومة العراقية توظيف ما يزيد على 150 الف عامل، كما يمنحها القدرة على تطوير السياحة والربط بين دول الخليج وبقية العالم العربي، او اوروبا.
سؤالي: لماذا الكويت، التي اعلنت منذ سنوات مشروع المنطقة الاقتصادية الشمالية، ومدينة الحرير، وتطوير الجزر، لم تبدأ بعد العمل في هذه المشاريع، وما هي المعوقات التي تمنع ذلك؟
قبل ايام قليلة كشفت دراسة حكومية كويتية عن أن ما ينفقه الكويتيون على السياحة الخارجية وصل سنويا إلى أكثر من اربعة مليارات دينار كويتي، وهذا الرقم كبير جدا، والسبب عدم وجود مرافق سياحية تلبي طموحات الناس، فحين ينفق شعب سنويا ما يعادل 14 مليار دولار على السياحة الخارجية، على ماذا يدل ذلك؟
اليوم نسمع ونقرأ الكثير من خطابات وبيانات المرشحين، لكن اغلبيتهم لم يهتم بالتنمية، ولا احد منهم ركز على مشروع تنويع مصادر الدخل، ولا ايضا اهتم بما يمكن ان يؤدي الى زيادة الاستثمارات في البلاد، بل الكل يسعى الى رشوة الشعب، اما من خلال المطالبة بزيادة الرواتب، او شعار "تكفون يالربع انا ولدكم". ما نحتاجه في الكويت القليل من المسؤولية، والضمير الوطني عند النواب والمسؤولين، والعمل على نهضة الكويت والتنمية، والا سنبقى "على طمام المرحوم"، فهل هذا يخدم مستقبل الكويت؟ ان الاجيال القادمة ستلعن كل من ساهم في تراجع البلاد وتخلفها، لهذا نقول: غاروا من دول الخليج والمنطقة، وابدأوا بالتنمية، ونفذوا المشاريع النائمة منذ سنوات في الادراج، وتخلوا عن الحسد.

محام وكاتب كويتي

[email protected]
آخر الأخبار