طلال السعيد
[email protected]ليس هناك كويتي واحد لا يعرف ان بعض، وليس كل، الجمعيات المسماة خيرية، او إسلامية، هي احزاب سياسية تتخفى تحت مسميات لا تمت للواقع بصلة، فالاسم يختلف عن المضمون، الاّ من رحم ربي منها، وكم احتجاجا وراء احتجاج وصل للكويت بشأن تمويل الإرهاب من وراء تلك الجمعيات، وهذا الكلام ليس فيه افتراء او مزايدة، فسجلات الخارجية الكويتية حافلة بتلك الملاحظات، بل لا تزال التحقيقات، على المستوى الدولي، جارية حتى اليوم في مصادر تمويل الإرهاب!وحكومتنا تصر على ان تلك الجمعيات لا دخل لها بالتنظيمات العالمية، مثل التنظيم العالمي للإخوان المسلمين او "القاعدة" او "داعش" او "حزب الدعوة" و"حزب الله" وغير ذلك من الأحزاب التي أدرجتها دول شقيقة وحليفة في قائمة الإرهاب.المهم ان تلك الأحزاب لا تنشط الا في الأزمات كما حصل أيام الحراك وغيره، وحاليا استغلت فرصة شح بعض المواد الغذائية، وخوف الناس من نفاذ المخزون، فضغطت على الحكومة حتى منحتها الإذن باستيراد المواد الغذائية مباشرة، وهذا سيجعل منها دولة داخل الدولة، وسيقوي كوادرها وخلاياها النائمة داخل الكويت، بعد ان تتوفر لها كل متطلباتها وتوزع عليهم بالمجان، وما زاد عن حاجة الحزب وكوادره تشتري به الولاءات، وأعجب من متخذ القرار كيف يسلم لحيته بيد الأحزاب؟نتفهم ونقدر السماح لجمعيات الجيش والشرطة والحرس الوطني، وقبلها اتحاد الجمعيات التعاونية بالاستيراد المباشر، فهي بالتالي تتبع الدولة، وتأتمر بأمرها، وتغطي العجز إذا كان الهدف تغطية العجز، ولو صل الامر للسماح لكل جمعية تعاونية بالاستيراد المباشر، فلا باس ولا خوف من ذلك. وما علينا الا ان نتخيل ما الذي سوف يجري ان سمح لتلك الجمعيات بالاستيراد سوف يحتاجون الى من يحرسها، ومن ثم يوزعها، وهذا معناه تشكيل ميليشيات بشكل رسمي، ولن يستطيع احد الاعتراض، ولا اريد ان أتوسع في هذا الاتجاه فالبيب بالإشارة يفهم!لكن من المهم ان نفكر جيدا قبل منح التراخيص، فهذه الجمعيات لن تتوقف عند هذا الحد، ولعلم الحكومة ان ما يوزع بالبطاقة التموينية كافيا، فلن يموت الشعب الكويتي من الجوع... زين.