"الأحمر" يضرب الأسواق الخليجية على وقع خسائر البورصات الأميركية

"القطري" يتصدر التراجعات بـ 1.2 % والسوق الكويتي يفقد 168 مليون دينار و"دبي" الناجي الوحيد


كتب–محمود شندي:


شهدت البورصات الخليجية تراجعات حادة خلال تداولات جلية امس متأثرة (نفسيا) بالخسائر الكبيرة التي تكبدتها مؤشرات الأسهم الأميركية في جلسة الاثنين بعد ان فقد مؤشر "داو جونز" 653 نقطة متراجعا بنسبة 2.9 % وكذلك تراجع مؤشر ناسداك 2.2 % ، وتزامنت تلك التراجعات مع انخفاض أسعار النفط بأكثر من 6 % حيث انخفض خام برنت 3.35 دولار للبرميل في التسوية إلى 50.4 دولار للبرميل ، وهو الامر الذي انعكس سلبا على نفسيات المتداولين في البورصات الخليجية ودفعهم الى التخارج من الاسهم .
ولا تزال المخاوف بشأن النمو العالمي، والحرب التجارية مع الصين وكذلك وخلاف البيت الأبيض والاحتياطي الفيدرالي بشأن رفع الفائدة تلعب دورا مؤثرا فى مسار أسواق المال الأميركية ، وعلى الرغم أن الجلسة المختصرة يوم الاثنين كانت من بين ليالي "عيد الميلاد " الأكثر نشاطًا في وول ستريت، حيث جرى تداول نحو 1.7 مليار سهم، فإنها كانت الأسوأ فى التاريخ بالنسبة لأداء الأسهم والخسائر وسط توقعات من قبل قطاعات اقتصادية بان الأسوأ لم يأت بعد في الأسواق المالية العالمية وان الخسائر ستتفاقم في العام المقبل مع زيادة معدل الفائدة .
وعلى ما يبدو فان الخطر في السوق الاميركي يكمن في أسواق الائتمان والتي سوف تمتد إلى سوق الأسهم ومن ثم ستؤثر على قطاعات النمو المرتفعة مثل التكنولوجيا لاسيما بعد قيام الفيدرالي برفع معدل الفائدة ، الامر الذي قد يزيد من الصعوية التي ستواجهها الشركات في خدمة ديونها ما قد يؤدي لتعثر البعض عن السداد أو تخفيض درجاتها الائتمانية.
ومن الواضح ايضا ان الاسواق الخليجية لاتمتلك مناعة قوية امام تراجع اسواق المال العالمية لاسيما ان تاثرها بات سريعا مع أي تراجعات تضرب الاسواق العالمية وخصوصا الأميركية ، وهو ما يؤكد عدم استقلاليتها وارتباطها بالعوامل المحلية فقط حيث تلونت مؤشرات البورصات الخليجية باللون الاحمر امس باستثناء سوق دبي، و تصدرت البورصة القطرية قائمة البورصات الخاسرة بعد ان فقدت 133.6 نقطة بمعدل 1.2 % لتقفل عند مستوى 10233 نقطة و جاءت بورصة مسقط في المرتبة الثانية بخسار 32.9 نقطة بنحو 0.7 % لتصل الى 4312 نقطة فيما جاءت بورصة الكويت فى المرتبة الثالثه حيث تراجع المؤشر العام 30.4 نقطة بمعدل 0.6 % لتصل الى مستوى 5066 نقطة ، اما السوق السعودي فتراجع 46.7 نقطة بما يعادل 0.6 % ليصل الى النقطة 7717 اما ابوظبي فتراجع 16 نقطة فيما فقد البحرين 0.4 نقطة اما سوق دبى فكان الناجي الوحيد من التراجعات بعد ان حقق مكاسب بنحو 7 نقاط ليغلق على 2467 نقطة .
وشهدت بورصة الكويت تراجعات جماعية على جميع المؤشرات نتيجة الضغوط البيعية القوية والمتنوعة على معظم الاسهم وخصوصا القيادية وهو ما انعكس على مؤشر السوق الاول بالتراجع 31.2 نقطة ليغلق على 5272.8 نقطة ، فيما تكبدت القيمة الراسمالية للسوق خسائر تقدر بنحو 168 مليون دينار لتبلغ 29.9 مليار دينار ، فيما ارتفعت سيولة البورصة 43% بنحو 5.6 مليون دينار لتصل إلى 18.5 مليون دينار، وجاء سهم "بوبيان القابضة" على رأس القائمة الحمراء للأسهم المُدرجة بالبورصة متراجعاً بنحو 15.8%، فيما تصدر سهم "الديرة" القائمة الخضراء مُرتفعاً بنسبة 10.5%. وتصدر سهم "بنك الخليج" نشاط التداول على كافة المستويات بكميات بلغت 14.4 مليون سهم بقيمة 3.71 مليون دينار، ليتراجع السهم عند الإغلاق 0.77%. .
وأنهى مؤشر السوق السعودي الجلسة على تراجع بنسبة 0.6 % عند 7717 نقطة (- 46.7 نقطة)، وسط تداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 2.46 مليار ريال ، حيث شهدت الجلسة تراجعًا لأغلب الأسهم المتداولة تقدمها سهما "سابك" و"مصرف الراجحي" بنحو 2 % عند 117 ريالًا و84.60 ريال على التوالي ، وتراجعت أحجام التداول عند 7.6 مليون سهم، مقارنة بـ11.8 مليون سهم في الجلسة السابقة وجاء العقارات على رأس القطاعات المنخفضة بـ2.70%، متأثراً بتراجع أسهم القطاع الأربعة على رأسها ازدان بـ3.54% وتراجع البنوك 1.55%، بضغط هبوط 10 أسهم بينها الوطني بـ1.53%، وتجاهل القطاع تصدر الأهلي الارتفاعات بـ3.35% ، وهبط الصناعة 1.24%، لانخفاض أسهم القطاع العشرة على رأسها قامكو متصدر القائمة الحمراء بـ6.52%.
واختتم المؤشر العام لسوق أبوظبي المالي التعاملات على تراجع متأثراً بهبوط قطاع الطاقة والعقار والاتصالات وبنهاية الجلسة تراجع المؤشر العام بنسبة 0.35% الى مستوى 4800.70 نقطة، ليفقد من خلالها 16.82 نقطة ، وجرى التعامل على 30.76 مليون سهم، وبقيمة 47.58 مليون درهم، موزعة على 710 صفقات وتصدر التراجعات قطاع الطاقة الذي انخفض بنسبة 2.14%، بفعل تراجع سهم دانة غاز بنسبة 3.08%، وطاقة بنسبة 0.65% ونزل قطاع العقارات بنسبة 1.69% بفعب هبوط سهم اشراق العقارية بنسبة 5.81%، والدار العقارية بنسبة 1.32% كما انخفض أداء قطاع الاتصالات بنسبة 0.82% بفعل تراجعات سهم اتصالات بنفس النسبة.
الى ذلك ، هبطت أسعار النفط بأكثر من 6 بالمئة إلى أدنى مستوى في أكثر من عام في جلسة الاثنين مع تضرر الأسواق من مخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي. وسجلت العقود الآجلة للخام الأميركي وخام القياس العالمي مزيج برنت أدنى مستوى منذ عام 2017 خلال الجلسة، مما جعل الخامين على مسار الهبوط بنحو 40 بالمئة خلال الربع الأخير من العام وسجلت العقود الآجلة للخام الأميركي أدنى مستوى منذ 22 يونيو 2017، بينما بلغ خام برنت أدنى مستوى منذ 17 أغسطس 2017.
وتعرضت الأسواق على كافة مستويات الأصول لضغوط مع تنامي المخاوف بشأن النمو بفعل إغلاق الحكومة الأميركية. واتجه المستثمرون إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب وأدوات الدين الأميركية وجرت تسوية العقود الآجلة للخام الأميركي عند 42.53 دولار للبرميل، بانخفاض قدره 3.06 دولار، أو ما يعادل 6.7 بالمئة خلال الجلسة وانخفض خام برنت 3.35 دولار للبرميل، أو 6.2 بالمئة، في التسوية إلى 50.47 دولار للبرميل .