الرياضية
"الأخطبوط" بونو ... رجل المستحيل
الأربعاء 07 ديسمبر 2022
5
السياسة
بعدما كشف مدرب المنتخب الإسباني لويس إنريكي أنه أعطى "فرضاً" لكل من لاعبيه بتسديد ألف ركلة ترجيحية ايماناً منه بأنها "شيء يمكن التدرب عليه، يمكن إدارته"، تعملق الحارس المغربي ياسين بونو، في مباراة المنتخبين أول من أمس على ملعب المدينة التعليمية، وأقصى أبطال 2010 من ثمن نهائي مونديال قطر بحرمانهم من تسجيل أي واحدة في مرماه، ليقود بذلك بلاده الى ربع النهائي لأول مرة في تاريخها.وبخبرته الإسبانية حيث بدأ مشواره منذ 2012 مع أتلتيكو مدريد وصولاً الى يومنا هذا حيث يدافع عن عرين إشبيلية منذ 2019 بعدما مر بسرقسطة وجيرونا أيضاً، وقف ابن الـ31 عاماً بين الخشبات الثلاث لمواجهة لاعبي إنريكي بلغتهم الإسبانية سعياً منه الى افقادهم تركيزهم، وقد نجح في محاولته.فبعد أن نزل بديلاً، كان بابلو سارابيا قريباً من خطف التأهل لإسبانيا بتسديدة في أواخر الشوط الإضافي الثاني لكنه أصاب القائم الأيمن لمرمى الحارس المغربي، ثم كان أول المسددين الإسبان في رهان ركلات الترجيح، لكن الحظ عانده بعدما ارتدت كرته من القائم الأيسر هذه المرة.بعدها، لعبت الأعصاب دورها وبونو أيضاً، إذ نجح المولود في كيبيك الكندية بصد الركلة الترجيحية الثانية التي نفذها كارلوس سولير ثم الثالثة التي نفذها الخبير سيرجيو بوسكيتس، لتنفجر المدرجات فرحاً بانجاز أن يصبح المغرب أول منتخب عربي يصل الى ربع نهائي كأس العالم.وتعليقاً على انجازه، قال بونو إن تألقه في ركلات الترجيح هو "مزيج من البداهة والحظ، الأهم اننا فزنا. ارفع القبعة لكل الفريق، لقد قاموا بعمل رائع. ليس سهلاً أن تركّز 120 دقيقة أمام فريق إسباني يستحوذ الكرة".واستحق بونو بامتياز اختياره أفضل لاعب في اللقاء، وقال: "الحمد لله، أشكر اللاعبين الذين بذلوا جهودا جبارة في مقابلة كاملة وتعاملوا مع المباراة ولعبوا بقدراتنا. نقدم التهنئة للشعب المغربي".وعن شعوره خلال ركلات الترجيح، قال "احساس في المرمى لا يوصف، وهو التركيز والحمد لله". ونشر بونو، صورة له عبر حسابه على "انستغرام"، وكتب عليها: "المستحيل ليس مغربيا".والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة، ماذا حصل للفرض الذي طلبه إنريكي من لاعبيه بأن يسدد كل منهم ألف ركلة ترجيحية.ففي مؤتمره الصحافي عشية المواجهة مع "أسود الأطلس"، قال إنريكي "قبل عام وخلال أحد معسكرات المنتخب الإسباني، قلت لهم (للاعبين) إنه يتوجب عليهم الوصول الى هنا (مونديال قطر) وكل منهم قد نفذ ألف ركلة ترجيحية". وتابع "أتصور أنهم قاموا بالفرض المطلوب منهم"، معتبراً أنهم إذا انتظروا حتى الوصول الى قطر كي يتمرنو على ركلات الترجيح، فلن يكون الوقت كافياً.لكن يبدو أن التمرن على ركلات الترجيح في ملاعب التمارين شيء، وتنفيذها أمام حشد هائل من جمهور الفريق الخصم، لاسيما الجماهير المغربية التي كانت حاضرة بحناجرها وكافة مشاعرها لمساندة رجال وليد الركراكي، أمر آخر ما أدى بأبطال 2010 أن يكونوا ثاني منتخب في تاريخ كأس العالم يفشل في ترجمة أي ركلة ترجيحية بعد سويسرا عام 2006 ضد أوكرانيا.وتألق بونو ليس بالشيء الجديد، فهو اختير الموسم الماضي أفضل حارس في الدوري الإسباني وناله جائزة "سامورا" بعدما اتخذ بعداً جديداً مع النادي الأندلسي، بعد عشر سنوات من الاحتراف في القارة العجوز.واستقبل مرماه 24 هدفاً في 31 مباراة، بينها 13 مباراة بشباك نظيفة.