دبي- د ب أ: منذ نحو عقدين تنشغل الأوساط الطبية والصيدلانية بقضية الغش الدوائي والاضرار التي تتسبب بها للمرضى، خصوصا تلك التي تحتوي على مواد سمية، او منتهية الصلاحية لكن يعاد بيعها في الاسواق من خلال تزوير تاريخ الانتاج والصلاحية، وفي هذا الشأن أصدر المشاركون في المؤتمر الدولي الثالث لمكافحة الغش الدوائي، المنعقد في دبي حاليا، تحذيرا من تزايد الوفيات في العالم نتيجة تسرب الأدوية المغشوشة والمقلدة.ففي حين أوضح مسؤولون حكوميون أن معامل التحاليل في وزارات الصحة أظهرت وجود مواد خطرة في الادوية المغشوشة، منها مواد تنظيف، ومواد طلاء، وسم فئران، ما يشكل خطورة كبيرة على أرواح المرضى، اعلن عدد من الخبراء المشاركين ان نحو 10 في المئة من الادوية في العالم الثالث مغشوشة.وقال مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأردنية الدكتور هايل محمد عبيدات خلال مشاركته بالمؤتمر: "إن حجم سوق الدواء العربي يصل إلى أكثر من 30 مليار دولار سنويا، فيما قدر حجم سوق الادوية المغشوشة والمقلدة بنحو 10 في المئة أي نحو ثلاثة مليارات مليارات دولار".اضاف: "أن نسبة الأدوية المغشوشة تتفاوت من دولة إلى أخرى، وهناك دول قد يكون فيها الغش الدوائي معدوما مثل دول الخليج بفضل وجود تشريعات وانظمة رقابية صارمة".والخطير في الامر ان الادوية المغشوشة التي تدخل الأسواق العربية تشمل ادوية السرطان والقلب، والأدوية التي مازالت تتمتع ببراءة اختراع إضافة إلى الأدوية الجنسية والادوية التي لها علاقة بمواريث اجتماعية مثل الحمل والنوبات، إضافة إلى الهورمونات والمضادات الحيوية". وفي أحدث تقرير احصائي عن أضرار الادوية المغشوشة أثبت وفاة 144 الف طفل غرب افريقيا في عام واحد بسبب الأدوية واللقاحات المقلدة.
في السياق ذاته، قالت مديرة إدارة الدواء في وزارة الصحة ووقاية المجتمع الاماراتية الدكتورة رقية البستكي: "إن تلك الأدوية تختلف بين ان تكون المادة الفعالة فيها أقل من المطلوب، أو تكون المادة الفعالة غير موجودة من الأساس، وهذا النوع من الأدوية المغشوشة قد يتسبب في الوفاة، وكذلك أن يكون الدواء مغشوشا في محتواه، لكن العلبة الخارجية غير صحيحة بالإضافة إلى أن يكون الدواء كله مغشوشا من حيث المحتوى والعلبة الخارجية". وبلغت قيمة مبيعات الأدوية المغشوشة عالميا نحو 85 مليار دولار أميركى سنوياً، وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية.وأفاد متحدثون بأن تقديرات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن 10 في المئة من الأدوية في السوق الدوائي بدول العالم الثالث مغشوشة.وقال الدكتور أمين حسين الأميري من الامارات: "إن الادوية المغشوشة تشكل تهديدا مباشرا لصحة المرضى نظرا الى احتوائها على مكونات مخلوطة بمواد خطرة تسبب مضاعفات صحية شديدة قد تصل للوفاة، إلى جانب أن هذه المنتجات تتسبب في فقدان الثقة في الأدوية، وفي مقدمي خدمات الرعاية الصحية وفي النظم الصحية".وذكر "أن الأدوية المغشوشة تصنف كجريمة منظمة، لأنها تستهدف عن عمد شريحة المرضى، وتعتبر الجريمة الأولى ضد المرضى في جميع بلدان العالم، حيث تكون عادة الأدوية المغشوشة نسخة مقلدة من الأدوية الاصلية وهو ما يتطلب أساليب جديدة ومتطورة للكشف عنها وسن كل الدول التشريعات المناسبة للحد من تنامي الظاهرة".وقال مدير الشؤون التنظيمية في شركة "سيرفيه" للمستحضرات الدوائية الدكتور مجدي عبده: "إن المؤتمر يهدف إلى توحيد جهود مكافحة الغش الدوائي عالميا عبر مناقشة آليات ضبط الأدوية وتقنياتها".