دمشق - وكالات: أعلنت القيادة العامة للجيش السوري أمس، إغلاق مجالها الجوي في المنطقة الشمالية الغربية، لرحلات الطائرات أو لأية طائرات مسيرة، معلنة عن إسقاط ست طائرات مسيرة تركية، فيما أعلنت أنقرة اسقاط طائرتين تابعتين لنظام الأسد.وذكر جيش الأسد في بيان، أنه "تم إغلاق المجال الجوي فوق شمال غرب البلاد، خصوصاً فوق محافظة إدلب، لرحلات الطائرات، ولأي طائرات مسيرة"، مؤكداً أنه سيتم التعامل معها على أنه "طيران معاد يجب إسقاطه ومنع تحديد أهدافه العدوانية".وأضاف إن "الأعمال العدوانية التركية المتكررة لن تنجح في إنقاذ الإرهابيين من عمليات الجيش السوري في إدلب وأن هذه الاعتداءات تثبت تنصل النظام التركي من جميع الاتفاقات السابقة بما في ذلك مذكرة سوتشي".وأشار إلى أن "الجيش التركي يستمر بتنفيذ أعمال عدوانية ضد الجيش السوري العامل في إدلب سواء باستهداف الجنود بشكل مباشر أو من خلال تقديم جميع أنواع الدعم للتنظيمات الإرهابية المصنفة على لائحة الإرهاب وفق القانون الدولي".وأقر بأن القوات التركية أسقطت طائرتين تابعتين له في منطقة إدلب، مضيفاً إن طياري الطائرتين تمكنوا من الهبوط بالمظلات.في المقابل، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، إن تركيا تخوض "نضالاً مصيرياً وتاريخياً من أجل حاضرها ومستقبلها". وأضاف أن "عناصر النظام السوري دفعت ثمناً باهظاً لهجومها الدنيء على القوات التركية في إدلب".من جانبه، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أمس، انطلاق العملية ضد النظام السوري في إدلب، مؤكداً أنه لا نية للتصادم مع روسيا، وموضحاً أن هدف أنقرة هو إنهاء "مجازر" النظام ووضع حد للتطرف والهجرة.وقال إن عملية "درع الربيع" التي بدأت عقب الاعتداء على القوات التركية في إدلب في 27 فبراير الماضي، مستمرة بنجاح، مشيراً إلى أن بلاده تنتظر من روسيا استخدام نفوذها لوقف هجمات النظام وإجباره على الانسحاب إلى حدود اتفاقية سوتشي.وأضاف إنه "تم تحييد ألفين و212 عنصراً تابعاً للنظام السوري، وتدمير طائرة مسيرة وثمان مروحيات و103 دبابات، و72 مدفعية وراجمة صواريخ وثلاثة أنظمة دفاع جوي حتى الآن".وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، قال في وقت سابق، إن أنقرة تريد من أميركا إرسال بطاريات صواريخ "باتريوت" الدفاعية لحماية قواتها في إدلب، مؤكداً أن "النظام السوري لا يزال يخرق القوانين الدولية ويقصف المدنيين الأبرياء بالأسلحة المحظورة".بدوره، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 26 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها أول من أمس، جراء هجمات طائرات مسيرة تركية على مواقع للنظام في ريفي إدلب وحلب ليرتفع عدد قتلى قوات النظام خلال يومين إلى 74.وذكر أنه مع انتهاء المهلة التي حددها سابقاً أردوغان للنظام السوري، بضرورة الانسحاب آخر فبراير من محيط نقط المراقبة التركية في إدلب، دخلت تعزيزات تركية إضافية ليل أول من أمس، عبر كفرلوسين، ضمت دبابات ومدافع وناقلات جند.من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، بأن الجيش السوري سيطر على مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، فيما لقي ثلاثة مدنيين سوريين حتفهم في اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحين تابعين للمعارضة في المدينة.على صعيد آخر، وجه المركز الاستشاري الإيراني في سورية، تحذيراً للقوات التركية، مذكراً إياها "أنها موجودة منذ شهر في مرمى قواتنا وكنا نستطيع الانتقام، ولكننا لم نفعل ذلك تلبية لأوامر قيادتنا".وذكر أنه "رغم الموقف الدفاعي لقواتنا، أقدم الجيش التركي من الجو وبدعم ناري وصواريخ دقيقة على استهداف عناصرنا وقواتنا، ما دفعنا لإرسال وسطاء لوقف هذا الاعتداء والنهج".وأضاف إن الوسطاء المكلفين أبلغوا الجيش التركي أن "الإرهابيين هاجموا بدعم منكم مواقعنا، كذلك أبلغ المركز الجيش التركي أنهم متواجدون مع الجيش السوري لهذه المهمة". وأوضح "أبلغنا قواتنا بعدم استهداف القوات التركية داخل ادلب حفاظا على حياة الجنود، وقواتنا لم تطلق النيران، لكن الجيش التركي ما زال مستمرا بالقصف المدفعي على نقاط الجيش السوري ومواقعنا". ودعا القوات التركية للتصرف بعقلانية لما فيه مصلحة الشعبين السوري والتركي.في غضون ذلك، أقر الإعلام الإيراني بمقتل 21 عنصراً من لواءي "فاطميون" و"زينبيون"، الذين تدعمهم إيران، في عمليات نفذها الجيش التركي والمعارضة السورية المسلحة في إدلب.إلى ذلك، وصف رئيس لجنة السياسة الخارجية في "البوندستاغ" الألماني نوربرت روتغن، الإجراءات الأخيرة لأردوغان، بأنها "صراخ طلباً لنجدة أوروبا".

مدرعة عسكرية تحمي نقطة مراقبة تركية في محافظة إدلب (مواقع)