الأحد 14 ديسمبر 2025
19°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الاقتصادية

الأسواق العالمية انفصلت عن الاقتصاد وواصلت ارتفاعاتها رغم "كورونا"

Time
الاثنين 13 يوليو 2020
السياسة
"البورصة مرآة الاقتصاد".. تعتبر هذه العبارة واحدةً من أبرز كلاسيكيات الحديث عن أسواق المال وعلاقتها بالاقتصاد الكلي في أي دولة. لكن أداء أسواق الأسهم العالمية في الربع الثاني من العام الحالي جاء مُخالفاً للضرر الاقتصادي الحاد؛ نتيجة تداعيات فيروس كورونا والتوقف الكبير للنشاط عالمياً. لا شك أن الاقتصاد العالمي تعرّض لضربة تاريخية؛ جراء تفشي فيروس "كوفيد-19" وعمليات الإغلاق الوطني التي استهدفت السيطرة على الوباء، ما دفع صندوق النقد لوصف الأزمة بأنها "لا تشبه أي شيء سابقاً".
وتعرّضت معظم الاقتصادات الكبرى لانكماش حاد في الربع الأول، وسط توقعات بمزيد من المعاناة في الفصل الثاني واحتمالات يشوبها عدم اليقين حال الوضع في النصف الأخير من العام.
وانكمش اقتصاد الولايات المتحدة بنسبة 5% في الربع الأول من العام الحالي، كما سجلت ألمانيا هبوطاً بنسبة 2.2% مع انخفاض حاد في اليابان والمملكة المتحدة وغيرهما من الاقتصادات الكبرى.
وبالنظر لإجمالي الوضع المنتظر هذا العام، خفّض صندوق النقد الدولي توقعاته في يونيو الماضي لأداء الاقتصاد العالمي لانكماش 4.9%، مبرراً ذلك بأن النشاط تأثر في النصف الأول بأكثر من المتوقع سابقاً، كما أن التعافي المنتظر سيكون تدريجياً بوتيرة أقل من المأمول. ويرى الصندوق أن الاقتصادات المتقدمة ستشهد انكماشاً حاداً بنسبة 8% بقيادة إيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة، كما أن الناتج المحلي الإجمالي العالمي سيكون في العام المقبل أقل 12 تريليون دولار مما كان عليه قبل الوباء.
وفيما يخص حال العمال، قدرت منظمة العمل الدولية تراجع عدد ساعات العمل 14% في الربع الثاني، وهو ما يعادل فقدان 400 مليون وظيفة بدوام كامل، مشيرة إلى أن التوقعات في النصف الثاني شديدة الضبابية وأي تعافيٍ متوقع هذا العام لن يكفي لتعويض الوظائف المفقودة قبل الوباء. ورغم قتامة التوقعات الاقتصادية وعدم اليقين الذي يشوب الآفاق المستقبلية، فضلت الأسواق المالية تجاهل هذه الرؤية السوداوية واتجهت لتسجيل مكاسب قوية.
وحقق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" للأسهم الأميركية مكاسب تقارب 20% في الربع الثاني من العام الجاري في أفضل أداء فصلي منذ عام 1998، بينما يواصل "ناسداك" الغالب عليه أسهم شركات التكنولوجيا كسر المستويات القياسية تباعاً وفي أوروبا سجّل مؤشر "ستوكس 600" ارتفاعاً بنسبة 13% في الربع الثاني محققاً أفضل أداء فصلي منذ عام 2015، كما تكرر الأمر في آسيا بصعود "نيكي" الياباني بنسبة 16%. وتتباين التفسيرات بشأن الصعود القوي والمتواصل لأسواق الأسهم العالمية بداية من توقعات المستثمرين بحدوث تعافٍ سريع وحاد على شكل حرف V، وحتى تبرير الأمر بإجراءات السياسة المالية والنقدية. بينما يبرز الدور الكبير للبنوك المركزية العالمية في وقف نزيف الخسائر والتحول للصعود القوي، مع حقيقة الارتفاع القياسي للميزانيات العمومية بنحو 6 تريليونات دولار.
آخر الأخبار