كابول- وكالات: عادت قضية المرأة الافغانية الى الواجهة مجدداً مع استيلاء حركة "طالبان" على السلطة في كابول وتشددها مع النساء اللواتي عانين في مرحلة حكم الحركة السابق من قمع وإقصاء كبيرين طوال خمس سنوات قضتها في الحكم. بعد عودة "طالبان" الى السيطرة على معظم الاراضي الافغانية اتجهت الأنظار نحو المرأة خوفاً من التشدد الصارم المتوقع عليها في المستقبل، لا سيما بعد التدابير الصارمة التي اتخذتها الحركة ضدهن، ومن أجل مقاومة ذلك أطلقت مجموعة من الأفغانيات حملة على مواقع التواصل الاجتماعي احتجاجاً على قواعد الملابس الجديدة التي تفرضها "طالبان" واشتراطها البرقع زيا إلزاميا.الحملة التي اطلقت تحت شعار "الثقافة الأفغانية"، وبوسم "لا تمس ملابسي"، شاركت فيها النساء عبر منصات التواصل، صورهن الأفغانية التراثية الملونة.وكانت أستاذة التاريخ السابقة في الجامعة الأميركية بأفغانستان بهيار جلالي رائدة الحملة للاحتجاج على فرض "طالبان" زيا إلزاميا على النساء، ونشرت جلالي صورة لها وهي ترتدي فستانًا تقليديًا أنيق التطريز، وغردت "هذه هي الثقافة الأفغانية. أنا أرتدي الزي الأفغاني التقليدي". وفي حديث إلى هيئة الإذاعة البريطانية، قالت جلالي إنها بدأت الحملة لأن "أحد أكبر اهتماماتي، وهو هوية أفغانستان وسيادتها، تتعرض للهجوم".وحضت الأفغانيات الأخريات على مشاركة صورهن لإظهار "الوجه الحقيقي لأفغانستان". أضافت:"أردت أن أبلغ العالم أن الملابس التي تراها في وسائل الإعلام ليست ثقافتنا، وهذه ليست هويتنا".وبينما تختلف الملابس التقليدية الأفغانية باختلاف القطاع الجغرافي، غير أنها تشترك في ملامح أساسية مثل التطريز الكثيف والألوان الزاهية والفساتين الفضفاضة التي ترتديها النساء في الاحتفالات الشعبية. كما نشرت الإعلامية الافغانية في "دويتشه فيله" الالمانية وصلت هاسرات ناظيمي صورة لها مرتدية الملابس التراثية، وقالت:"أنا أرتدي الزي الأفغاني التقليدي في كابول. هذه هي الثقافة الأفغانية وهذه هي الطريقة التي تلبس بها النساء الأفغانيات". فيما أعلنت الإعلامية الأفغانية تاهمينا عزيز عن فخرها بارتداء الملابس التقليدية، مؤكدة أن الصور التي يتم تداولها في النشرات الإخبارية لا تعبر عن المرأة الأفغانية.لكن خروج سيدات يرتدين العبايات الطويلة السوداء ويغطين وجوههن وأيديهن في مسيرة في كابول، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، لدعم قوانين حركة "طالبان" شكل تناقضا كبيرا.وفي أحد الفيديوهات، تقول السيدات اللائي يدعمن الحركة في المسيرة، إن النساء الأفغانيات اللائي يضعن المساحيق ويرتدين الملابس الحديثة "لا يمثلن المرأة الأفغانية المسلمة"، و"نحن لا نريد تحقيق حقوق المرأة التي تبدو غريبة علينا وتناقض الشريعة".في المقابل قالت مالالي بشير، وهي صحافية أفغانية مقيمة في العاصمة التشيكية براغ، إنها ارتدت الزي التقليدي "لنظهر للعالم جمال ثقافتنا". أضافت:" في القرية التي نشأت فيها في أفغانستان، لم يكن البرقع، سواء الأزرق أو الأسود، معتادا إذ ارتدت النساء آنذاك الزي الأفغاني التقليدي".

الصحافية تاهمينا عزيز بالملابس التراثية

الفنانة الأفغانية باروميتا كار في زي تراثي