العجمي: أخرجت كثيراً من الزواحف وسنعيدها للمحميات"حماية البيئة": ضرورة إعداد خريطة مخاطر السيول بالبلادكتب - عبدالناصر الأسلمي:خلافا لما خلفته من غرق وأضرار في الشوارع، شكلت الأمطار التي هطلت على الكويت مطلع الأسبوع لماضي لوحة طبيعية خلاقة ما بين السهول والهضاب وتجمع المياه والغدران التي أعطت الأرض لونا مغايرا يبهج الناظرين. وفي هذا الخصوص نشط عدد من المختصين البيئيين في متابعة نتائج السيول والأمطار على التربة والصحراء، حيث أكد الناشط البيئي شبيب العجمي في مقطع متداول له أن السيول اخرجت كثيرا من الزواحف من مكامنها الأرضية بعدما هدمتها وعرّت السيول كثيرا من الضبان وصغارها التي باتت الآن بلا مأوى، مؤكدا أن عددا من الأهالي جمعوا كميات منها في منطقة اللياح حيث ينوي إعادتها إلى مواطن طبيعية لها في عدد من المحميات لتمارس حياتها من جديد.من جهتها، قالت رئيس الجمعية الكويتية لحماية البيئة وجدان العقاب، في بيان للجمعية أمس، ان الجمعية تطرح حلولا علمية وعملية للحد من مخاطر السيول بالكويت من ابرزها تنشيط عملية تسرب مياه الأمطار والسيول رأسيا في التربة، بعد تهيئة الأرض من الناحية الهيدرولوجية.وأشارت العقاب الى أن "الجمعية تنادي بضرورة اعداد خريطة مخاطر السيول بالكويت اعتمادا على تحليل وتفسير الصور الفضائية ذات درجة وضوح عالية (50 سم) لشهر نوفمبر 2018 وتوضح تلك الصور بدقة كبيرة المناطق التي تضررت ودرجة خطورة السيول في كل شبر من البلاد، وتكون خريطة مخاطر السيول خط الأساس لخطة الوقاية من السيول بالكويت".من جانبه، قال عضو لجنة حماية الحياة الفطرية بالجمعية الأستاذ الدكتور رأفت ميساك انه "يمكن الحد من مخاطر السيول بالكويت بطرق علمية وعملية غير تقليدية، فضلا عن انها غير مكلفة، منها تنشيط عملية التسرب الرأسي لمياه الأمطار في التربة بعد تكسير او تثقيب القشرة الصلبة غير المنفذة بالجزء العلوي من سطح الأرض (متوسط 20 سم سماكة) والتي تغطي مساحة لا تقل عن 65 % من مساحة البيئة البرية بالكويت".وأضاف ميساك: "سبق القيام بتجارب ناجحة لتكسير القشرة الصلبة في مواقع تجريبية منها منطقة اللياح عام 2011 حيث استوعبت التربة بعد تفتيح مسامها، كميات من مياه الأمطار أدت الى ازدهار عشرات النباتات الحولية".وأوضح "أنه وفي حال فتح مسام وفجوات الجزء العلوى من التربة المتصلبة من خلال الحرث غير العميق للأرض بمعدات ميكانيكية خفيفة او من خلال عمل حفر أرضية بأعماق 30 سم في المتوسط وقطر 4 - 6 بوصات بواقع خمس حفر في المتر المربع، وعند هطول الأمطار الغزيرة تعمل شبكة الحفر الأرضية او الأرض المحروثة كمناطق لتصريف مياه الأمطار راسيا في التربة، ما يؤخر ظاهرة الجريان السيلي أو السيول"، مضيفًا: "وقد يسأل سائل هل نحرث كل الأراضى المتصلبة بالدولة وكم من الوقت نحتاج وما هي الكلفة ؟ الإجابة تتمثل في ان هناك خطة تحت الاعداد للجمعية الكويتية لحماية البيئة لتحسين الخصائص الطبيعية للتربة بالكويت".وبين أن "هناك مطلبا لا يمكن الاستغناء عنه عند إدارة ظاهرة السيول الفجائية وهو خريطة مخاطر السيول، فخلال شهر نوفمبر 2018 تعرضت البلاد لموجات من الامطار الغزيرة، نتح عنها سيولا مدمرة في مواقع متفرقة، ووفقا لبيانات الإدارة العامة للأرصاد الجوية، بلغت كمية امطار الفترة من 1- 16 نوفمبر 2018 قرابة 285 ملم (ميناء الأحمدي) و236 ملم (مدينة الكويت) وهذه كميات كبيرة نادرا ما تتكرر".