الأمم المتحدة: الجميع يدفع ثمناً باهظاً للصراع في سورية وأولهم الشعب

استمرار العصيان المدني والاحتجاجات في السويداء

دمشق، نيويورك، عواصم - وكالات: أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون ضرورة استئناف العملية السياسية في سورية، مشددا على أنها الحل الوحيد لإنهاء الصراع العسكري، عازيا أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي تدهور الأوضاع في سورية ومعاناة شعبها داخل وخارج وطنهم، إلى الصراع الدائر وغياب العملية السياسية الحقيقية، مضيفا أن آخر المستجدات حول تلك المعاناة تتجسد في تدهور الوضع الاقتصادي.
وأكد أن التحرك على مسار تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2254) المعني برسم خريطة الطريق لعملية السلام في سورية السبيل الوحيد الكفيل بالبدء في معالجة الأزمات الكثيرة التي تعاني منها البلاد، داعيا لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي لم تتلق سوى 25 بالمئة من قيمة المبلغ المطلوب للقيام بأنشطة الإغاثة خلال عام 2023، كما تلقت الخطة الإقليمية لدعم اللاجئين 10 بالمئة فقط من إجمالي التمويل اللازم لها.
واختتم بيدرسون بالتأكيد أن الجميع يدفع ثمنا باهظا للصراع وأولهم الشعب السوري الذي خسر معظمه كل شيء تقريبا على مدى نحو عشر سنوات، محذرا من أن الوضع يصبح أكثر صعوبة في ظل تراجع الاهتمام والتمويل الدوليين لسورية.
في غضون ذلك، تواصل العصيان المدني في السويداء وريفها لليوم الخامس على التوالي أمس، والمطالبات الأهلية برحيل النظام وتحسين الواقع المعيشي وحصولهم على حقوقهم بعد انهيار الواقع الاقتصادي بشكل كبير وعجز حكومة النظام عن القيام بأي تحركات لتخفيف الأعباء على المواطنين.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن بلدة القريا في ريف السويداء الجنوبي شهدت إغلاقاً جزئياً لطرقات عدة مع استمرار الاحتجاجات الشعبية الغاضبة، كما أقدم شبان محتجون على إغلاق الطريق الرئيسي في قرية سالة وطرق رئيسية في قرى أخرى عدة، وإغلاق جزئي لطريق دمشق - السويداء باستثناء السماح بمرور الحالات الإسعافية، تزامناً مع استمرار إغلاق الدوائر والمؤسسات الحكومية، مشيرا إلى أن المئات من أبناء قرى وبلدات المزرعة والثعلة وسليم وعريقة والخرسا ويمة حازم والجنينة، توافدوا إلى ساحة الكرامة في وسط مدينة السويداء للمشاركة في التظاهرة المركزية التي تعتبر أكبر التظاهرات التي تطالب برحيل النظام السوري والتغيير السياسي منذ انطلاقها  يوم الأحد الماضي.
على صعيد آخر، نفذت القوات السورية بالتعاون مع القوات الجوية الروسية ضربات ضد مواقع مسلحي المعارضة في مناطق شمال غرب سورية، وقالت وزارة الدفاع السورية إنه "رداً على الاعتداءات المتكررة التي تشنها التنظيمات الإرهابية على القرى والبلدات الآمنة في أرياف حلب واللاذقية وحماة، نفذت وحدات من قواتنا المسلحة العاملة على الاتجاه ذاته وبالتعاون مع القوات الجو فضائية الروسية وبعد عمليات رصد ومتابعة دقيقة، ضربات جوية ومدفعية مركزة استهدفت مقرات الإرهابيين ومنصات إطلاق الصواريخ والطيران المسيّر ومستودعات الذخيرة، ما أدى لتدمير معظمها ومقتل وإصابة العشرات من الإرهابيين أغلبهم من متزعمي تلك التنظيمات"، مضيفة أن "وحدات من قواتنا المسلحة تمكنت على الاتجاه المذكور من تدمير وإسقاط خمس طائرات مسيّرة للتنظيمات الإرهابية حاولت الاعتداء على المدنيين الآمنين في تلك المنطقة".
من جانبه، أكد مصدر في الدفاع المدني التابع للمعارضة السورية مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين من عائلة واحدة، في غارة جوية روسية محيط بلدة عين شيب غربي مدينة إدلب، قائلا إن الطائرات شنت غارات أيضا على مزارع قرب مدينة أريحا شرق مدينة إدلب.