الأمم المتحدة ترفض شروط سورية لاستئناف المساعدات عبر "باب الهوى"

دمشق، نيويورك، عواصم - وكالات: عبرت الأمم المتحدة عن قلقها مما اعتربتها الشروط غير المقبولة، التي وضعتها دمشق لاستخدام معبر باب الهوى الحدودي لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سورية.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا" في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، إن الرسالة التي بعثتها السلطات السورية والتي تسمح فيها باستخدام المعبر الواقع بين تركيا وسورية تحتوي على شرطين غير مقبولين، هما الحظر المفروض على التحدث إلى كيانات مصنفة إرهابية والإشراف على عمليات الأمم المتحدة من جانب منظمات أخرى. وقال المكتب إن الحكومة السورية شددت على أنه لا ينبغي للأمم المتحدة التواصل مع الكيانات المصنفة على أنها إرهابية، ويجب على الأمم المتحدة وشركائها التنفيذيين الاستمرار في التعامل مع الأطراف المعنية من الدول وغير الدول وفقا لما تقتضيه العملية، معتبرا المشاركة مع بعض الكيانات التي تصنفها دمشق إرهابية لا غنى عنها للوصول الآمن وفي الوقت المناسب إلى المدنيين المحتاجين وتتوافق مع القانون الإنساني الدولي.
كما قال المكتب إن مطالبة الحكومة السورية بأن تقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري بالإشراف على توزيع المساعدات الإنسانية في شمال غرب سورية وتسهيلها، لا يتوافق مع استقلال الأمم المتحدة وغير عملي لأن اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري غير موجودين في تلك المنطقة.
يأتي هذا بينما لم تستأنف الأمم المتحدة المساعدات الإنسانية لشمال غرب سورية عبر معبر باب الهوى الحدودي، حسب ما أعلن المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوغاريك، مشيراً إلى أن المنظمة لا تزال تدرس الشروط التي وضعتها دمشق لاستخدام المعبر بعد انتهاء تفويض الأمم المتحدة، قائلا إنه لم تعبر أي مساعدات إنسانية للأمم المتحدة باب الهوى، مضيفا "نتشاور مع شركاء مختلفين. ونبحث في الشروط الواردة من السلطات السورية".
وقال إنه يجب درس هذه الأمور بعناية، مشيراً إلى أنّ الأمم المتحدة كانت أخذت في الحسبان فرضية انتهاء مفاعيل الآلية، مضيفا أن "المبادئ التي نسترشد بها في سورية وفي كل مكان آخر، هي التزامنا بإيصال المساعدات الإنسانية على أساس المبادئ الإنسانية المتمثلة في عدم التدخّل والحياد وما إلى ذلك. هذه هي الطريقة الوحيدة لإيصال المساعدات الإنسانية".
وكانت دمشق أعلنت ليل الخميس الماضي، أنّها ستسمح للأمم المتحدة باستخدام معبر باب الهوى الحدودي بين تركيا وسورية لمدة ستة أشهر، لإيصال مساعدات إنسانية حيوية لملايين يعيشون في مناطق خارجة عن سيطرتها في شمال غرب البلاد، وجاء الإعلان بعد انتهاء مفاعيل آلية إدخال المساعدات من تركيا إلى سورية عبر معبر باب الهوى، جرّاء استخدام موسكو حق النقض "الفيتو" لمنع صدور قرار يُمدّد العمل بهذه الآليّة لتسعة أشهر.
وقال سفير سورية لدى الأمم المتحدة بسام الصباغ في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، إن الحكومة السورية قررت منح الأمم المتحدة ووكالاتها الإذن باستخدام معبر باب الهوى الحدودي، وأكدت الأمم المتحدة استلام الرسالة.
في غضون ذلك، شدد الرئيس السوري بشار الأسد على أن مبدأ التوجه شرقا أحد أهم المبادئ التي ترتكز عليها السياسة السورية ليس فقط بالنظر للعلاقات الاقتصادية أو السياسية، وإنما أيضا بالنظر للقيم والمبادئ التي يقوم عليها الشرق، متوجها بالشكر للهند لموقفها الدائم تجاه القضايا العربية، ومواقفها تجاه ما تعرضت له بلاده من حرب استهدفت سيادتها واستقلالية قرارها، وكذلك لدعمها سورية في مواجهة الكارثة التي تسبب بها الزلزال الذي تعرضت له، قائلا خلال لقائه في دمشق وزير الدولة للشؤون الخارجية الهندية ف. موراليدهاران إن العلاقات التي تجمع سورية والهند عميقة وتاريخية.