الأمم المتحدة تستأنف المفاوضات بشأن الصحراء الغربية

جنيف - وكالات: بدأت في مقر الأمم المتحدة في جنيف، أمس، محادثات بين المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة "البوليساريو" في محاولة لإحياء المفاوضات المتوقفة منذ عام 2012، بشأن الصحراء الغربية المتنازع عليها.
وقدمت الأمم المتحدة هذا اللقاء الذي يجري على شكل طاولة مستديرة على أنه "خطوة أولى نحو عملية تفاوض جديدة بهدف التوصل إلى حل دائم وعادل ومقبول من الأطراف يتيح لشعب الصحراء الغربية حق تقرير المصير"، فيما بدت المحادثات صعبة لأن كل طرف متمسك بمواقفه.
وعبر مبعوث الأمم المتحدة الى الصحراء الغربية هورست كولر عن أمله في "فتح فصل جديد في العملية السياسية" بهدف التوصل إلى مخرج سياسي ينهي آخر نزاع من هذا النوع في أفريقيا ما بعد المرحلة الاستعمارية. وأعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أول من أمس، أن أنطونيو غوتيريس يدعو كل الأطراف إلى "الانخراط في المحادثات من دون شروط مسبقة وفي جو بناء".
وقال إن جدول أعمال محادثات جنيف يتضمن عناوين تتعلق عموما بـ"الوضع الحالي والاندماج الإقليمي، والمراحل المقبلة للمسار السياسي".
ورحب بقرار المغرب والجزائر وموريتانيا و"البوليساريو" المشاركة في اجتماع جنيف، الذي يستمر يومين.
من جهته، أوضح مصدر ديبلوماسي قريب من الملف أن هذه المقاربة "تتجنب ممارسة الكثير من الضغوط وتعليق الكثير من الانتظارات" على هذا اللقاء الأول، معتبراً أنها تهدف إلى "إذابة الجليد" مع التذكير بسياق العلاقات السيئة بين المغرب والجزائر.
بدوره، قال عضو الأمانة العامة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في "البوليساريو" محمد خداد إن "كل شيء قابل للتفاوض باستثناء الحق الدائم والثابت لشعبنا في تقرير مصيره".
في المقابل، يدافع المغرب عن حل سياسي "دائم" مطبوع بـ"روح التوافق"، لكنه لا يقبل أي نقاش "بشأن وحدته الترابية" و"مغربية الصحراء"، كما أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس أخيراً.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة المغربية مصطفى الخلفي أن المغرب طرح ثلاثة شروط لحضور الاجتماع أولها استئثار الأمم المتحدة بملف النزاع، رافضاً أي تدخل من منظمات إقليمية، مثل منظمة الاتحاد الأفريقي، ثانيها حضور الجزائر في المفاوضات كطرف في النزاع، في حين ثالث هذه الشروط التفاوض على قاعدة الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب وعدم تجاوزه.