الأمن السوداني يفرّق بالغاز مسيرة للقصر والاحتجاجات تعمُّ 12 مدينة

الخرطوم، عواصم - وكالات: فيما يطرق العصيان المدني أبواب السودان بقوة، اندلعت أمس مسيرات حاشدة طالت نحو 12 مدينة سودانية، بينما فرقت قوات الأمن بالغاز المسيل للدموع مسيرة رابعة إلى القصر الرئاسي، حاولت إيصال مذكرة تطالب بتنحي الرئيس عمر البشير.
وبموازاة الدعوات إلى العصيان المدني، وتلبية لدعوات أعلنها قبل يومين تحالف تجمع المهنيين السودانيين، وقوى نداء السودان، وقوى الإجماع الوطني، ومجموعة "الحواتة" الشبابية، شهدت 12 مدينة سودانية على رأسها العاصمة الخرطوم تظاهرات حاشدة تصدت قوات الامن لها وفرقتها بالغاز المسيل للدموع، واعتقلت العشرات.
ففي الخرطوم، استخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين قبل توجههم إلى قصر الرئاسة، الذي تحيط به منذ اندلاع الاحتجاجات آليات عسكرية مزودة بمدافع رشاشة لحمايته، حيث جرت المسيرة تحت شعار "موكب 17 يناير"، مستهدفة تقديم مذكرة تطالب برحيل البشير، وأفاد ناشطون أن اعتقالات واسعة تمت بصفوف المتظاهرين.
وفي مدينة المناقل في ولاية الجزيرة، خرج العشرات من المحتجين مرددين هتافات تطالب بالعدالة والسلام وبسقوط النظام، وقام جهاز الأمن والمخابرات الوطني إجمالا بتفريق المتظاهرين.
من جانبهم، ذكر شهود عيان إن قوات الامن أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المحتجين في كسلا شرق السودان ليل أول من أمس، في أول احتجاجات تشهدها المدينة منذ بدء التظاهرات في الخرطوم قبل نحو شهر. وقال الشهود إن الاحتجاجات اندلعت في أكبر سوق بالمدينة، وأن البائعين سارعوا الى اغلاق متاجرهم.
في المقابل، أقر مجلس الوزراء السوداني، في اجتماعه أمس، زيادة في أجور العاملين بالقطاع العام، بينما أدت لجنة لتقصي الحقائق حول الأحداث المصاحبة للاحتجاجات القسم أمام الرئيس عمر البشير، فيما قللت المعارضة من أهمية الخطوة واعتبرتها "محاولة لامتصاص الغضب".
من جهته، أعلن السفير السوري لدى الخرطوم حبيب عباس، دعم بلاده البشير، مؤكدا "الثقة أن القيادة السودانية قادرة على تجاوز الأزمة التي تم استغلالها واستثمارها سياسيا من جهات أخرى".
بينما عبرت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الانسان عن "قلقها الشديد" إزاء "الاستخدام المفرط" للقوة ضد المتظاهرين، وكتبت المفوضة ميشيل باشليه "ان الرد القمعي لا يمكن ألا أن يفاقم المظالم".