الجمعة 04 أكتوبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

الأمن والأمان... بيئة الرجل الحقيقي

Time
الاثنين 13 أغسطس 2018
View
5
السياسة
كثير من الرجال يحبون المجازفة والتصرفات التي تتسم بالجرأة والميل الى المغامرة ويرون ان هذه التصرفات تدل على الرجولة وهم يشجعون الغير على اتباع نفس الطريقة بل ان الآباء يحفزون ابناءهم في فترة المراهقة وما بعدها على الانشطة الجريئة التي تدل على التميز والشجاعة.
الا ان معظم هذه الانشطة للاسف تحمل طابع التهور والاندفاع غير المحسوب وقد يبدو احياناً ان المرء الذي يتصرف بهذه الطريقة غير مكترث بصحته او سلامته وانه وصل الى حد الرعونة والاستهتار ويكفي انه يعتبر تلك التصرفات اعمالاً مميزة وان الذي لا يقدم عليها متحمساً شخص منكمش ضعيف وعلى الرجل الحقيقي الا يجهل او يتراجع وانما يعقد العزم ويتقدم كما ان عليه الا يهاب شيئاً او يبدي اي علامة من علامات التردد او الجزع وهذا خطأ في واقع الامر لان المرء الذي يقوم بهذا التصرف الارعن يظلم نفسه ولا يحقق لها او للاخرين اي خدمات مميزة مثلما كان يأمل والأولى به ان يدرك من البداية ان الطيش والاندفاع يحققان نتائج ايجابية وانما يؤديان الى نتائج سلبية.

الطيش ليس نوعاً من الرجولة
في بعض الدول الغربية يدفع الرجال مبالغ من المال من اجل امن سياراتهم اكبر من المبالغ التي تدفعها النساء والسبب و اضح وبسيط وهو ان الرجال في السياقة اكثر جرأة من النساء وفي اروقة العمل نجد الرجال اكثر جسارة واندفاعاً من السيدات وعلى الرغم من ان قوانين العمل توفر الامان والحماية لجميع العاملين من الجنسين الا ان الرجال اكثر حماسا وجرأة من النساء.
لهذا السبب نجد الكثير من الرجال يلجأون الى العمل في المجالات التي تتطلب المزيد من الجهد والحماس والفاعلية كالانشاءات واعمال البناء والهندسة الميكانيكية ورصف الطرف وبالرغم من شروط العمل التي تدعو الى المزيد من اجراءات الامن والحماية والحذر احياناً الا ان الرجال اكثر اقدماً لتلك المحاذير والنتيجة كما هو معروف تتمثل في كثرة تعرض الرجال للاصابات سواء اكانت نتيجة للحوادث او ضغوط العمل الزائد وفي بعض الاحيان تؤدي تلك الاصابات الى نتائج اكثر سوءا وايلاما.
لوحظ كذلك ان الرجل اكثر ثقة بنفسه وتجاهلا لحالات انعدام الامن الكافي وهؤلاء المراقبون الذين يصفون القائمين باعمالهم بعزم وجدية واقدام بانهم اقوياء هم الاكثر ضعفاً في واقع الامر.
النصيحة التي يقدمها الخبراء لهؤلاء النشطاء هي ان عليهم الابتعاد عن الاماكن الاقل امنا واستقرارا او العمل بحكمة وانتباه لانجاز المهام الموكلة اليهم من دون التعرض لاحتمالات الاصابة او فقدان الاتزان.

الوعي والحرص اللازم مطلوبان
هناك عمال بناء ونشطاء في مجال الانشاءات والتعمير ورصف الطرق يحملون في جيوبهم او في اكياس الغداء صوراً لابنائهم وافراد اسرهم حتى يرونها ويتذكرون هؤلاء الاعزاء برغم البعد وضغوط العمل واهم ما هو مطلوب هو حماية النفس من الاخطار والاصابات غير المتوقعة وهذا افضل بكثير من التقاعد او المعاناة الزائدة في صمت واستسلام خصوصاً في حالات الاصابة.علينا بملاحظة نقطة هامة وهي ان الذين يطلبون منا العمل الزائد وبذل المزيد من الجهد برغم التعب والمعاناة لا يحترمون حقوق الانسان ويحاولون خداع الغير بقولهم ان الجريء في العمل الذي يبذل الجهد المضاعف بكل جرأة واقتدار هو الرجل الحقيقي والاجدر بنا ان نقول ان الرجل الحقيقي هو الذي يحرص علي العمل في ظل الامن والامان ويستمتع بالثقة الكاملة في قرداته وامكاناته وعواطفه الصادقة تجاه اهله وذويه.
آخر الأخبار