تلألأت أضواء "المدينة الثقافية" وسط تونس العاصمة بحفل بهيج جمع بين الجمال والأناقة، في افتتاح الدورة الثالثة والثلاثين من مهرجان "أيام قرطاج السينمائية" التي تتواصل إلى السبت المقبل 5 نوفمبر 2022.ومع غروب شمس أول من أمس، أشرقت نجوم السينما للإعلان عن بداية الحفل الذي أقيم بقاعة "الأوبرا" بالمدينة الثقافية في جو نابض بالحركة والبهجة وحب السينما. وكانت السيارت الفارهة تصل تباعا واحدة بعد أخرى الى مدخل "مدينة الثقافة" وعلى متنها نجوم السينما وضيوف المهرجان من تونس والعالم العربي وأفريقيا، ومرّ الجميع على البساط الأحمر في جو مفرح ومبهج زادته إشراقاً فلاشات عدسات المصورين في مشهد بديع آسر.كان من أوائل الذين وصلوا مكان الحفل ومروا على البساط الأحمر النجمة السورية الكبيرة منى واصف، التي خطفت الأضواء بشخصيتها المتميزة وإطلالتها الفخمة، وقد التف حولها الكثيرون تقديرا لها وإعجابا بمختلف أدوارها في المسرح والسينما والتلفزيون، ورغم أنّ العمر تقدم بها إلا انها مازالت مشرقة الملامح مبتسمة ومرحبة بكل الذين أحاطوا بها.ولم تجد الفنانة منى واصف حرجا في الكشف عن عمرها، ففي تصريح مقتضب قالت وهي مبتسمة وممسكة بيد فتاة تساعدها قليلا أثناء المشي أنّ عمرها 80 عاما وأنها منضبطة في حياتها وفنها واستمدت الانضباط والجدية من زوجها الراحل.وعن سؤال لمندوبة القناة الأولى في التلفزيون التونسي عن أحوالها أجابت: "أحوالي مليحة"، مضيفة في تعليق عن حفاوة الناس بها: "بيحبوني، وكلما تقدم بي العمر ازداد حب الناس لي".وتنافست الجميلات في حفل افتتاح "أيام قرطاج السينمائيّة" لإظهار أناقتهنّ وعرض أزيائهن الفاخرة، ما أسعد المصورين الذين حاصروا النجمات منهن بعدساتهم، وكانت من بينهن سناء يوسف الممثلة التونسية المقيمة في مصر.وتميز حفل الافتتاح بحضور وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي ومجموعة من سفراء الدول العربية والأفريقية ونجوم الفن السابع من تونس والعالم العربي وأفريقيا، حيث رحبت الوزيرة في كلمتها بحلول المملكة العربية السعودية ضيف شرف لهذه الدورة وقالت: "انه سيتم عرض سبعة أفلام من هذه الدولة العزيزة"، مضيفة: "نرحب بأشقائنا السعوديين وسط أهلهم"، كما تولت الوزيرة تكريم الممثلة المصرية هالة صدقي خلال حفل الافتتاح.بينما افتتحت المهرجان المديرة العامة للدورة سنية الشامخي، التي أكدت البعد العربي والأفريقي لهذه الفعالية التي تسعى منذ تأسيسها العام 1966 إلى نشر سينما الجنوب وتقديمها للجمهور التونسي والعربي، مشيرة إلى أن هذه الدورة أولت القضية الفلسطينية مكانة خاصة، من خلال الاحتفاء بالأفلام السينمائية التي تناولت القضية.وتمّ خلال حفل الافتتاح تقديم مختلف الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية، وسيتسابق على جوائز هذه الدورة 44 فيلما في مختلف أقسام المسابقة الرسمية وهي "الأفلام الروائية الطويلة" (12 فيلما) و"الأفلام الوثائقية الطويلة" (12 فيلما) و"الأفلام الروائية القصيرة".وعرض في الافتتاح الفيلم الروائي الوثائقي "فاطمة السلطانة التي لا تُنسى" للمخرج محمد عبدالرحمن التازي، وهو عرضه الأول خارج المملكة المغربية.كذلك شهد حفل الافتتاح تكريم عدد من السينمائيين الراحلين، وأهمهم الممثل التونسي هشام رستم والمخرجة التونسية كلثوم برناز، لتنطلق بعدها العروض مع فيلم الافتتاح "فاطمة السلطانة التي لا تنسى" للمخرج المغربي محمد عبدالرحمن التازي، وهو فيلم يتناول حياة عالمة الاجتماع والناشطة النسوية المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي. لكن حفل الافتتاح لم يمرّ من دون انتقادات، وجهها بعض النقاد التونسيين الذين استهجنوا اعتماد اللغة العربية فقط في الحفل من دون توفير ترجمة فورية للمشاركين من غير العرب من الدول الأفريقية والغربية.

بشرى في الافتتاح

منى واصف