الاثنين 28 يوليو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

الأوبرا تواجه الجائحة باحترازات معقدة في الحفلات

Time
الاثنين 15 فبراير 2021
السياسة
اعتاد المنتج ومتعهد الحفلات وليد منصور، الذي يعد أحد أكبر منظمي الحفلات الغنائية في مصر، أن يمضي أياما متواصلة في عمله دون راحة أو نوم، تجهيزا لحفلات عيد الحب وبعدها حفلات الربيع.
لكن الوضع اختلف هذا العام، إذ مر عيد الحب دون حفلات بعد قرار الحكومة المصرية بإلغاء الاحتفالات والتجمعات لمكافحة تفشي فيروس كورونا. يقول وليد، لـ "بي بي سي": "توقف الحفلات الفنية أدى إلى غلق مصدر أرزاق أسر كثيرة"، فهناك "شركات اختفت من السوق، بينما تحولت شركتي إلى التركيز على الإنتاج الدرامي".
أما الموزع الموسيقي، إيهاب عبدالسلام، فقال "إن العازفين وأصحاب المهن المرتبطة بالحفلات الفنية يعانون بسبب الجائحة التي ربما لن تنتهي".
يأتي ذلك فيما نظمت دار الأوبرا المصرية، خمس حفلات بإجراءات احترازية، أحياها 15 فنانا مصريا وعربيا بمناسبة عيد الحب منهم كارول سماحة وجنات، في محاولة للتغلب على التأثير السلبي للجائحة، سواء على الناس أو سوق الحفلات الفنية، وطبقا لقرارات الحكومة الأخيرة، يمكن تنظيم الحفلات في المراكز الثقافية بإجراءات احترازية محددة مسبقا.
يقول مدير دار الأوبرا المصرية، د.مجدي صابر: "لا يمكننا التوقف عن تقديم الحفلات للناس للترفيه عنهم، أو لتحريك سوق الحفلات والموسيقى بشكل إيجابي، للحفاظ على أرباب المهن الفنية واستمرار حيوية الحياة الفنية في مصر".
لكن الأمر مكلف ومعقد، فطبقا لصابر، نشرت الأوبرا المصرية معدات بالمسارح لقياس الحرارة عن بعد، إضافة إلى ثلاثة مستويات من مراقبة الإجراءات الاحترازية، مضيفا بأن تلك الإجراءات أمنت الاستمرار في تقديم الحفلات الفنية، بطاقة 50 في المئة في المسارح المكشوفة. لكن تكاليف الإجراءات الاحترازية، التي تتحملها مؤسسات حكومية كبيرة مثل الأوبرا، من الصعب، وفق خبراء، أن يتحمل مثلها القطاع الخاص لإقامة حفلات فنية.
ولجأ عدد من المطربين في مصر لتقديم حفلاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مجاني، بتمويل من شركات ورجال أعمال خلال الحظر الذي فرضته الحكومة المصرية العام الفائت.
ومنذ ذلك الحين، باتت فكرة إقامة الحفلات عبر الإنترنت ونقلها من دون جمهور بديلا موقتا، وفي رأي بعضهم أصبحت بديلا دائما للحفلات الفنية بشكل عام.
لكن منظم الحفلات، وليد منصور، يرفض إقامة حفلات "أونلاين"، ويبرر بأن "المطرب يحتاج إلى جمهور كلاعب الكرة تماما، والحفلة لا يزال لها في قلوب الناس مكانة خاصة".
وأضاف منصور "يجب أن تكون هناك حلول، ولنا في دار الأوبرا مثل وقدوة أو في كأس العالم لكرة اليد الذي خرج بشكل جيد ودون إصابات. إذا استطعنا تنظيم ذلك بهذه الكفاءة، فلماذا لا تنظم الحفلات بإجراءات يتفق عليها"؟
أما الموزع الموسيقي، إيهاب عبدالسلام، فيقول إن "المستقبل لن يكون لهذا الأسلوب في تقديم الحفلات أبدا"، مضيفا أن "الموسيقى فعل جماعي وليس فردي، وهو ما يبرر جلوس الفرقة بجانب بعضها بعضا بطريقة معينة لتصل النغمة بشكلها الصحيح للمتلقي، أما الآن فإن ذلك أصبح صعبا، فكيف تكون المسافة بين عازف وآخر أكثر من متر"؟ ويوضح إيهاب عبدالسلام إن "العازفين وأصحاب المهن المرتبطة بالحفلات الفنية يعانون بعد كورونا"
رغم الخسائر الضخمة التي تكبدها قطاع الإنتاج الفني خلال جائحة "كورونا"، فإن الرابحين الجدد هم المنصات الرقمية التي راجت في الآونة الماضية، وأصبحت منافسا كبيرا في الإنتاج الفني، فضلا عن بعض القنوات التلفزيونية التي اتجهت أخيرا لإنتاج المسلسلات الدرامية، وأصبحت تتنافس على الإعلانات بشكل كبير سواء للترفيه أو محاولة الاستفادة القصوى من الوضع الحالي.
ويقول الكاتب المتخصص في الإعلام الرقمي، محمد فتحي، إن "الحفلات الافتراضية ستشكل تهديدا على المدى الطويل للحفلات الحقيقية، تماما مثلما فعلت منصات مثل نتفليكس في صناعة السينما والدراما في العالم".
لكن هناك آخرين يرون أن الحفلات الحقيقية ستعود مرة أخرى لتنافس بشدة، إذا عادت بكامل طاقتها. ويضيف فتحي أن "مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الذكية تمكنت من تحقيق أرباح ضخمة للغاية، خلال العام الماضي في ظل الوباء، لكن المنصات الرقمية ستستمر لسهولة الوصول إليها، سواء عن طريق الهاتف أو الشاشات الذكية، التي انتشرت بشكل كبير في البيوت العربية".
آخر الأخبار