الأوركسترا التشيكية "مسك" ختام "القرين الثقافي"

كتب - مفرح حجاب:


أسدل الستار مساء أول من أمس على مسيرة ربع قرن لمهرجان القرين الثقافي خلال احتفالية موسيقية عالمية قدمتها أوركسترا الحجرة التشيكية وسط حضور جماهيري حاشد إكنتظ في مسرح عبدالحسين عبدالرضا كان تقدمه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة وسفير جمهورية التشيك في الكويت مارتين دافوراك وعدد من أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمد في الكويت ومحبي الموسيقى الكلاسيكية.
قبل بداية الحفل كانت الأجواء كلها تدل على أن هذه الأمسية تليق باليوبيل الفضي لمهرجان القرين الثقافي من ناحية التنظيم والإلتزام بالزي الرسمي للسماح بدخول المسرح ، كما تم منع دخول الأطفال وذلك لخصوصية الموسيقى التي تعزف فلم يكن هناك سوى الأناقة في كل شيء.
الأوركسترا التشيكية قدمت في هذه الليلة 6 مقطوعات أعادت من خلالها عبق التراث الموسيقي التشيكي بجمالياته وتنوعه ، ونشرت الدفء في كل أرجاء المسرح بالمقطوعات الموسيقية وجعلت سحر الموسيقى يشغل وجدان الحضور بالوتريات والآلات النحاسية، بل خرجت عن البرنامج التقليدية في عزفها وقدمت أكثر من مقطوعة عن الرومانسية ودفء المشاعر ، لاسيما الفنانة مارتينا بتشوفا التي عزفت مقطوعتين قوبلتا بتصفيق طويل من قبل الجمهور ، كما أن حالة الشغف التي سيطرت على الجمهور للاستمتاع بهذه الأمسية جعلت للمسرح أجواء مختلفة، حيث عاش الجميع في حالة ترقب عند كل مقطوعة ، ولعل اللافت في هذه الأمسية هي حالة التناغم والانضباط بين العازفين والمهارة المحترفة في الأداء، فلم يكن هناك صخب أو عشوائية بل خرجت الليلة بشكل أنيق يليق بهذه الفرقة التي بدأت مسيرتها منذ ستينيات القرن الماضي وتزور منطقة الخليج للمرة الأولى .
ولعل من تابع هذه الأوركسترا سيجد بأنها لم تهتم بتقديم موسيقى عالمية وإنما اهتمت بكل ما هو تشيكي رغم جولاتها في قارات العالم، لاسيما انها تعد من الفرق العالمية الأكثر شهرة والأكثر غزارة في العروض الموسيقية ، حيث تقدم في العام ما يقرب من 40 حفلا فنيا، وتهتم بتقديم مقطوعات فنية لموسيقيين عظام ، مثل لموزارت ـ هايدن، وباخ ، وبيتهوفن، والإيطالي جوسيبي فرين كما شاركت في العديد من المهرجانات في أوروبا وأميركا اللاتينية وأميركيا الشمالية واستراليا والشرق الأقصى وحصدت الكثير من الجوائز. وكان الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون قدم درعا تذكارية لقائد الأوركسترا مارك بسوبسي والذي أهدى اليوحة أيضا كتاب عن مسيرة الأوركسترا، ثم ألقى سفير جمهورية التشيك في الكويت مارتين دافوراك كلمة جدد من خلالها عمق العلاقات والتعاون بين الكويت والتشيك في كافة المجالات، وقال :"نحن سعداء ونشعر بالفخر أن تختتم أوركسترا الحجرة التشيكية فعاليات الدورة 25 لمهرجان الكويت الثقافي ، إن هذه الأوركستر تهتم بالموسيقى والتراث التشيكي، وتتميز بالمزج بين القديم والحديث في كل أعمالها" . الجدير بالذكر أن مهرجان القرين الثقافي خلال ربع قرن استطاع أن يقرب المسافات بين ثقافات الشعوب المختلفة وجمع في الكويت العديد من المبدعين والمثقفين وجعل هناك حالة من الحوار الثقافي على مدار السنوات الماضية، بل أنه واكب حركة الاختلاط الثقافي العالمة وواكب أيضا المستجدات على مستوى التكنولوجيا ووسائل الاتصال في نشر الثقافة والفنون الكويتية وفرض نفسه على الخريطة الثقافية العربية بقوة بسبب التنوع الكبير الذي يقدمه في كل دوراته، مما جعله من أهم الفعاليات الثقافية والفنية في هذه المنطقة من العالم.