فيينا، واشنطن، طهران، عواصم - وكالات: أعلن وفد الاتحاد الأوروبي تعليق المفاوضات التي تجري في فيينا، بهدف إحياء الاتفاق النووي الإيراني، داعياً مختلف الأطراف المعنيين إلى اتخاذ "قرارات سياسية".وكتب ممثل الاتحاد في المفاوضات إنريكي مورا على "تويتر"، قائلا: "يعود المشاركون إلى عواصمهم لإجراء مشاورات وتلقي تعليمات، تمهيداً للعودة الأسبوع المقبل. لابد من اتخاذ قرارات سياسية الآن"، بينما قال مصدر أوروبي رفيع في فيينا: "وصلنا إلى المرحلة النهائية من المفاوضات.. وعلى الوفود العودة بقرارات سياسية"، واصفا يناير الجاري، بأنه كان أكثر فترات المحادثات تكثيفا للعمل.من جانبه، قال مسؤول في الرئاسة الفرنسية إن المحادثات بين إيران والقوى العالمية مازالت صعبة، لكن هناك مؤشرات على إمكانية التوصل إلى اتفاق، مضيفا بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أن مسألة حصول إيران على ضمانات وكيفية إعادة برنامجها النووي تحت السيطرة أمور ما زالت بحاجة إلى توضيح.بدوره، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل اوليانوف أن المفاوضات وصلت إلى مرحلة متقدمة لكنها تتطلب قرارات سياسية من العواصم لحسمها، مضيفا أن المشاركين اتفقوا على اخذ قسط من الراحة لأيام للتشاور مع العواصم، متوقعا أن تستأنف الجولة الثامنة الاسبوع المقبل.من جهتها، أكدت وسائل إعلام استقالة اثنين من أفراد الوفد الأميركي المفاوض بسبب "خلافات سياسية"، حيث أشارت الصحافية الأميركية المخضرمة المختصة بالسياسات الخارجية لاورا روزين، إلى أن نائب المبعوث الخاص بشأن إيران ريتشارد نيفيو، استقال في ديسمبر الماضي، كما تركت كبيرة المستشارين في مكتب الرقابة على التسلح ضمن الخارجية الأميركية أريان تاباتاباي، أيضا منصبها في الوفد التفاوضي وستواصل عملها في ملفات أخرى، ونفى كل من نيفيو وتاباتاباي التعليق على استقالتهما. في المقابل، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان هاتفيا، للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، "إرادة طهران الجادة" للتوصل إلى اتفاق جيد، مشددا على "ضرورة اتخاذ إجراءات عملية وملموسة وقابلة للتحقق من قبل الغرب وأميركا"، بينما أكد مصدر إيراني مطلع أنه حال اتخاذ الأطراف الأخرى القرارات اللازمة بعد عودتها إلى بلدانها، سيكون من الممكن السير نحو الاتفاق بشكل أسرع، مضيفا أنه نظرا إلى أهمية القضايا المتبقية وضرورة اتخاذ القرارات السياسية، تم الاتفاق على عودة الوفود إلى العواصم من أجل التشاور، مشيرا إلى أن الجولة الثامنة من المحادثات ستستأنف بعد التوقف القصير، موضحا أن المحادثات بشكل عام كانت بناءة وسجلت تقدما، وذكر الإعلام الإيراني أن الجولة الثامنة ستعلق لمدة أسبوع تقريبا اعتبارا من أمس.
من جهته، قال المتحدث باسم الوفد الايراني المفاوض عباس أصلاني إن محادثات فيينا كانت بناءة وتمضي قدما، معتبرا أن الوقت حان لاتخاذ قرارات سياسية، مشيرا الى ان الاتفاق بات في متناول اليد إذا اتخذت الاطراف الاخرى القرارات السياسية اللازمة.إلى ذلك، اعتبر قائد الجيش الإسرائيلي السابق غادي إيزنكوت، أن قرار الولايات المتحدة عام 2018 بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني "خطأ ستراتيجي"، لافتا إلى أن "انسحاب واشنطن من الاتفاق أزال "قيودا معينة" من إيران، ومنحها "شرعية" لدفع برنامجها النووي".وعما إذا كانت إسرائيل وحدها قادرة على ضرب إيران، قال قائد الجيش الإسرائيلي السابق: "الأمر معقد".على صعيد آخر، تعتزم كوريا الجنوبية وإيران إجراء مشاورات على مستوى مجموعات عمل الشهر المقبل في سول، لمناقشة سبل حل الصراعات المستمرة منذ سنوات بسبب أرصدة طهران المجمدة بموجب العقوبات الأميركية.