"الأوروبي" يُحاسب جنرالي السودان وسط تحذيرات من جرائم حرب بدارفور

الرياض، الخرطوم، عواصم - وكالات: مع تراجع الآمال بالتوافق على هدنة طويلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ومع تجدد الاشتباكات العنيفة بين الجانبين خلال اليومين الماضيين، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيحاسب طرفي النزاع في السودان على انتهاك القانون الإنساني الدولي، فيما حذّرت الأمم المتحدة من أن أعمال العنف التي يشهدها إقليم دارفور قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. من جانبه، ذكر تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن نحو 1.9 مليون شخص فروا منذ اندلاع العنف في السودان قبل شهرين، موضحا ان نحو 1.4 مليون شخص نزحوا داخليا إلى مواقع أكثر أمانا، فيما فر نصف مليون شخص إلى الدول المجاورة، وأفاد المكتب بأن 66 في المئة من النازحين واللاجئين فروا من العاصمة الخرطوم، تليها ولاية غرب دارفور بنسبة 19 في المئة، أما البقية فهم من ولايات جنوب ووسط وشمال دارفور وشمال كردفان. بدوره، حذر رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان فولكر بيرتس من أن الأوضاع الأمنية والإنسانية مستمرة في التدهور السريع في جميع أنحاء البلاد، لا سيما بالخرطوم ودارفور وكردفان، قائلا إنه مع استمرار تدهور الوضع في دارفور، يساور المنظمة الأممية القلق بشكل خاص إزاء الوضع في الجنينة غرب دارفو في أعقاب موجات العنف المختلفة منذ أواخر أبريل والتي اتخذت أبعاداً عرقية.
من جهتها، أعلنت نقابة أطباء السودان ارتفاع عدد القتلى من المدنيين منذ بداية القتال إلى 958 وإصابة 4746، مع استثناء ضحايا القتال في الجنينة، مشيرة إلى وجود كثير من الإصابات والوفيات غير مشمولة في الحصر جراء عدم القدرة على الوصول للمستشفيات، بسبب صعوبة التنقل والوضع الأمني، قائلة إن الاقتتال في الجنينة بإقليم دارفور أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا، واصفة الوضع في المدينة بالكارثي والأسوأ على الإطلاق، مشيرة إلى سقوط عدد كبير من الضحايا بينهم أطفال ونساء وكبار السن.
وفي إطار الجهود العربية والدولية، أعلنت وزارة الخارجية السعودية ترؤس المملكة بشكلٍ مشترك مع مصر وقطر وألمانيا، مؤتمرا رفيع المستوى لإعلان التعهدات لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان والمنطقة في التاسع عشر من يونيو الجاري، مجددة تأكيد المملكة وقوفها إلى جانب الشعب السوداني واستمرارها مع الولايات المتحدة الأميركية في تيسير وتقريب وجهات النظر بين طرفي الصراع في محادثات مدينة جدة بهدف تخفيف المعاناة وإنهاء الأزمة عبر الحوار السياسي.
ميدانيا، شن الطيران الحربي غارات في مدينة الأبيض وسط ولاية شمال كردفان، مستهدفا مواقع للدعم السريع، كما استهدفت أربعة مواقع للدعم في جبل عيسى، ودونكي موسي، وجبل كردفان، في حين أكد شهود عيان سماع أصوات مضادات أرضية انطلقت من تمركزات الدعم السريع الذي يحاصر الأبيض منذ أيام.
إلى ذلك، تواصلت الاشتباكات المتقطعة في مدينة نيالا غرب البلاد والتي تبعد 900 كيلومتر عن الخرطوم، وسمعت أصوات تبادل الرصاص بين الجانبين في أحياء عدة، فيما قال شهود عيان إن هناك انتشارا واسعا للجيش في محيط الفرقة (16) مشاة فيما لا يزال الدعم السريع متمركزا شمال شرق المدينة.